بما التعلل؟
لا كأس
و لا نديم
ولا وطــــن
ولا حب لا يثير الا الشجن
لا يثير غير الحُزن والحَزن!!!
في جدران موصدة تنادي وتناجي وحدك ولا يرجع صدى،
وتترك القلب للألسن اللظى...
أتَعرفين .. كيفَ بات يبدو وجهي القديم ؟!
أتعرفين كم علاه غُبارُ السنين ؟
وتمطّت على قسماته ، بقايا كالحنين ؟
مضيتُ أجُرُ من خَلفي ، متَاهَاتٍ كَوجهي ..كالسنينْ !
لا حُلٌمٌ ، لا أمَلٌ .. و لا ..لقاء
لا صَبْرٌ ، يُعين قَلْبَاً أتْلَفَهُ "حَنينْ !"
- و سُورٌ كأوْجَاعِيَ/وجهيَ .. قَديِمْ
لم أنجح يوماً في عد الفجوات التي تملأ قلبي، كل مرّة يُلازمني الإخفاق .. تعلّمت العد حتى الرقم عشرة هكذا علموني لم يُفصح أحد عن سبب ذلك وكلما سألت وجدت الهرب إجابة جاهزة ..
اليوم إستثناءاً علمت:
علمت أن الأعداد لا تكفي لعد الفجوات التي اتسع لها قلبي ..،
اليوم علمت أنهم علموني أن أعد حتى العشرة
لمجموعة من الفجوات و من ثم أبدأ بعشرة جديدة أُخرى و هكذا دواليك حتى أصل إلى الصفر في نهاية كل عَد وتبدو لي المحصلة لا شيء
ولا أحزنْ ..
كُل مساء كنتُ اضع قلبي بجانبي، اغرس اصابعي العشر فيه بلا مبالاة، ببرود .. بقسوتهم ..
أنقُلها من عشرٍ إلى عشر و عشر ..
علموني أن اجلس بهدوءٍ لأُتابع غيابهم كُلّما تذكّرت وكُلّمَا ..
نسيتْ ، اليوم فقط سأُجلسهم على كرسيٍّ
واحد وأُعلّمهم أنا كيف ينتظرون، معنى الإنتظار .. الشفقة
على أنفسهم لذلك ..
سأُعلِّمهم العد حتى كلّ الأعداد ليتألموا أكثرْ، لن تكفي
أصابع أيديهم ولا أرجلهم للعد، سيحتاجون للضعف في كل مرّة وسأحتاج لأن أُشاهدهم
عن قُرّب أكثر من كل مرّة ..
إنهم يسكنون قلبك كبيتٍ تعلم تماماً أنه سيهترئ بهم ويغادرونه في الوقت المناسب "لهم فقط ! "
تسمعُ أصواتهم عن غيرِ قصدٍ .. إنهم يطرقون مسماراً الآن يُعلقون لوحةً جديدة يتشاجرون بسبب مكانها
أو أنها مائلة إلى اليمين قليلاً ومن المفروض أن تكون مستقيمة تماماً، الضجّة التي يُحدثونها تجعلك غير قادر على النوم، الإغفاء،الحديث، سماع أنفاسك .. غير قادر على اليقظة حتى ..
وحتى يحين الوقت
وقت رحيلهم من عندك ستبقى تُعايشُ مساميرهم
اصواتهم
تناولهم الطعام كل يوم ..
خصامهم
بكاءهم كلّ شيء واللاشيء
لن تمل
الأمر الوحيد الذي لن تنتظره هو أن تخمد تلك الضجّة، الفوضى ..
ودوماً ما لا تَنتظره يُفاجِئك عند الصباح يُخبرك وجوب الإبتداء به...
والبدايات رُغماً عنك وانفك تُخبرك أنها ستأتي، أنها بُشرى لا تنتظرها،
كالصباح ..
دوماً ما أنتظرك على عكسك كنت تُحاول إهدار ساعاته بالشخير
صدقيني .. صوتك في أُذُنيّ،
يهذي :
" اتمنى
ريحة سجادة، ومصحف وصلاة
وأمُر غفل من صوب دارهه
واسمع صوته يدعيلي : يارب سدد خطاه .. " .
.
،
رَبِّ إني وهنَ القلبُ مني ..
واشتعلَ العُمرُ غَمّاً .
.
.
المفضلات