ربما تخلص المنتخب المصري من الرهبة واكتسب ثقة كبيرة من مباراته أمام المنتخب البرازيلي في أولى مواجهاته ببطولة كأس العالم للقارات 2009 التي تستضيفها جنوب أفريقيا حتى 28 حزيران/يونيو الجاري .
ولكنه يحتاج إلى أكثر من ذلك عندما يلتقي نظيره الإيطالي بطل العالم غدا الخميس على استاد "إليس بارك " في مدينة جوهانسبرج ضمن فعاليات الجولة
الثانية من مباريات المجموعة الثانية في الدور الأول للبطولة.
وعلى عكس المتوقع قبل بداية البطولة ، أصبحت هذه المباراة في غاية الأهمية لتحديد شكل المنافسة في المجموعة.
ويملك الفريقان على الرغم من الفارق الكبير بينهما من حيث الإنجازات لصالح المنتخب الإيطالي فرصا متكافئة في الوصول للدور قبل النهائي على الرغم من تباين نتيجة الفريقين في مباراة كل منهما بالجولة الاولى من مباريات المجموعة.
وفي ضوء المستوى الذي ظهر عليه الفريقان في الجولة الأولى ، يصعب التكهن بنتيجة مباراة الغد فكل منهما يملك مقومات الفوز بالمباراة التي أصبحت مواجهة "حياة أو موت" للمنتخب المصري.
وقضى المنتخب المصري على الرهبة التي بدأ بها البطولة من خلال الأداء الرائع الذي قدمه في الشوط الثاني من مباراته أمام المنتخب البرازيلي الفائز بلقب كأس العالم خمس مرات سابقة حيث أحرج أحفاد الفراعنة منافسهم البرازيلي (راقصو السامبا) وكادوا يتقدمون عليه أكثر من مرة لولا التسرع أحيانا وسوء الحظ أحيانا أخرى.
وعلى الرغم من انتهاء المباراة بفوز المنتخب البرازيلي 4/3 اكتسب أحفاد الفراعنة ثقة كبيرة وكذلك احترام جميع المتابعين للبطولة.
لكن هذه الثقة لن تكون السلاح الوحيد الذي يحتاجه المنتخب المصري في مواجهة نظيره الإيطالي غدا حيث يحتاج الفريق المصري أيضا إلى مزيد من الجرأة في الأداء وخاصة في الأداء الهجومي مع البحث عن وسائل عديدة لاختراق الدفاع الإيطالي الذي يحظى بشهرة عالمية هائلة بقيادة النجم المخضرم فابيو كانافارو الذي ينتظر أن يعود إلى صفوف الفريق بعد تعافيه من الإصابة.
وإلى جانب الجرأة الهجومية سيكون المنتخب المصري بحاجة إلى مزيد من التنظيم في الدفاع الذي أثبت في مباراة المنتخب البرازيلي أنه أقل خطوط المنتخب المصري من حيث المستوى.
ويخوض المنتخب المصري مباراة الغد وهو يدرك تماما أن الهزيمة تعني خروجه صفر اليدين من البطولة بينما سيبقي التعادل على أمله في التأهل للدور الثاني وقد يدعم هذا الأمل بقوة إذا انتزع فوزا ثمينا على المنتخب الإيطالي ليفجر مفاجأة جديدة في البطولة.
لذلك يرفع المنتخب المصري في هذه المباراة شعار "التمسك بالفرصة الأخيرة" .
وإذا كان الفريق قد خسر مباراة البرازيل بضربة جزاء في الوقت بدل الضائع من المباراة فإنه يدرك جيدا أن المنتخب الإيطالي يشتهر بقدرته على خطف الفوز من منافسيه في اللحظات الأخيرة من المباريات التي يخوضها ومن ثم سيتحلى المنتخب المصري بالحذر حتى صفارة النهائية.
وقد تشهد صفوف المنتخب المصري في مباراة الغد بعض التغييرات وأبرزها دخول اللاعب أحمد عيد عبد الملك ضمن التشكيل الأساسي للفريق بعد أن نجح في تغيير شكل المباراة السابقة لصالح فريقه أمام البرازيل بعد نزوله في الشوط الثاني.
ولا يغيب عن صفوف المنتخب المصري في هذه المباراة سوى لاعبه أحمد المحمدي للإيقاف بعد طرده في المباراة السابقة أمام البرازيل بعد نزوله بديلا قبل ربع ساعة من نهاية المباراة وتسببه في ضربة الجزاء التي جاء منها هدف الفوز للمنتخب البرازيلي في الوقت الضائع.
ويعتمد المدرب حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب المصري بشكل كبير في تشكيل خطورة على المرمى الإيطالي على الثنائي الهجومي المتألق محمد زيدان نجم بوروسيا دورتموند الألماني ومحمد أبو تريكة نجم الأهلي المصري.
وسجل زيدان هدفين من الأهداف الثلاثة لفريقه في مرمى البرازيل بينما كان أبو تريكة هو صانع الأهداف الثلاثة بتمريراته السحرية إلى زيدان وزميلهما محمد شوقي الذي سجل الهدف الآخر للفريق.
ويسعى هذا الثنائي الناجح إلى تشكيل تهديد مستمر للدفاع الإيطالي انتظارا لأي هفوة أو خطأ من جانب الفريق الآزوري حيث يحرص اللاعبان ومعهما باقي أعضاء المنتخب المصري على تأكيد جدارة الفريق بإعجاب المتابعين للبطولة والتأكيد على أن الأداء الراقي أمام المنتخب البرازيلي لم يكن من قبيل المصادفة وإنما كان للمستوى الجيد للفريق بالفعل.
ولن تكون مهمة المنتخب المصري سهلة على الإطلاق في مواجهة "الآزوري" الذي استعاد بعض توازنه من خلال البطولة الحالية واستهل مسيرته في البطولة بفوز ثمين على نظيره الأمريكي 3/1 .
وربما لم يقدم المنتخب الإيطالي في مباراته الودية أمام نيوزيلندا قبل بداية البطولة الحالي المستوى المنتظر من أبطال العالم وفاز بصعوبة بالغة 4/3 لكن مستواه تحسن نسبيا في المباراة أمام المنتخب الأمريكي واستغل النقص العددي في صفوف منافسه لطرد أحد لاعبيه في الشوط الأول ونجح في تحويل تخلفه بهدف في الشوط الأول إلى فوز ثمين في الشوط الثاني.
ولم يكن المنتخب الإيطالي يتخيل أنه سيجد منافسة بهذا القوة في هذه المجموعة حيث كانت جميع التوقعات قبل البطولة تشير إلى أنه والمنتخب البرازيلي سيحققان الفوز في الجولتين الأولى والثانية ليتأهلا سويا وتكون المباراة بينهما في الجولة الثالثة يوم الأحد المقبل صراع فقط على صدارة المجموعة.
لكن المدرب مارشيلو ليبي المدير الفني للفريق كان له رأي آخر بعدما شاهد المنتخب المصري في المباراة أمام البرازيلي حيث حذر لاعبيه من أحفاد الفراعنة واصفا الفريق المصري بأنه فريق رائع وموهوب ومنظم ومن ثم يجب توخي الحذر الشديد في مواجهته.
ولذلك يخوض المنتخب الإيطالي مباراة اليوم وهو يدرك تماما أنها ليست مواجهة من جانب واحد وإنما تحتاج من لاعبيه بذل المزيد من الجهد إذا أرادوا تحقيق الفوز الثاني على التوالي وحسم التأهل للمربع الذهبي قبل مواجهة السامبا البرازيلية.
وما يدعم معنويات الفريق الإيطالي أنه سيستعيد في هذه المباراة جهود قائده المخضرم كانافارو الذي غاب عن المباراة أمام الولايات المتحدة بسبب الإصابة.
كما تعرف المنتخب الإيطالي على الكثير من أسلوب لعب المنتخب المصري بعكس المنتخب البرازيلي الذي واجه أحفاد الفراعنة دون أن يتعرف مسبقا على المستوى الفعلي للمنتخب المصري.
المفضلات