سؤالات حول كتاب تاريخ بلدة ماحص /
تأليف حسان أيوب عبد الرحمن العمر .
أجاب عنها مؤلف الكتاب .
السؤال الأول : ما السبب الذي دفعك لكتابة كتاب عن تاريخ ماحص ؟
ج : دفعني لذلك عدة أسباب ؛ الأول : ما حصلتُ عليه من والدي عن العشائر من مخطوطات عثمانية نفيسة عاش والدي معها اثنتي عشرة سنة وهي لم تنشر من قبل . وهذه السجلات العثمانية كُتبت في المحاكم الشرعية بدقة وتحقيق ، وإن وقع في بعضها الخطأ فمن السهل اكتشافه .
ثانياً : ما قدَّمه (والدي جدي) الشيخ عبد الله العمر لأهل ماحص من تعليم القراءة والكتابة أكثر من ثلاثين سنة ، من سنة 1900م وحتى 1938م ، ثم تجد من من أهل البلدة من يجهل فضله وعلمه ، فكتبت عنه ما يخلده الزمان ويستأنس به الأنام .
ثالثاً : ما حواه الكتاب عن مقامي الخضر وشعيب من اعتقاد الناس أنهما للنبيين وهما ليس كذلك ، وتحذيري للناس أنهما من وضع النصارى وغيرهم ، ومن ثم تحذيري للناس من العبادة عندهما ، لا سيما أنه سيأتي على الناس زمان يرجعون فيه إلى ما كانوا عليه من الجهل وتقديس هذه المقامات .
ورابعاً : أنه أول كتاب عن تاريخها ، فيكون مرجعاً للأجيال القادمه ، مع صغر حجمه .
س 2: كيف استقبلك كبار السن الذي نقلت عنهم ؟
ج : استقبلوني بإحسان لا سيما أنني لستُ من عائلاتهم ، فأنا شامي وأقاربي في ماحص قلة ، فأخذتُ من أفواه كبار وشيوخ ماحص من أدركوا الرعيل الأول ، فنقلتُ عنهم فرائد الشوارد ما لم ينقله أحدٌ قبلي ، منهم من جالسته الساعتين ومنهم من جالسته الخمس ساعات ، ومنهم من أخفى بعض الحقائق خوف الفتنة ومنهم من أسرَّ إليَّ ببعض العجائب فكتمتها ، وبعد طباعة كتابي أهديتُ كل واحد منهم نسخة في حياته لتقوم الحجة وتثبت المحجة .
س 3 : ما موقفك ممن يكتب بعدك كتاب عن تاريخ ماحص ؟
ج : أقول ما كان لله يبقى ، وما كان للشهرة وتكذيب الحقائق يزول ويفنى ، وأنا شاكر من كل من يكتب فأنتفع منه ، والعلم بحث لا يقبل التجميد .
س 4 : لم تذكر أنك من عشيرة العبادي ؟
ج : وجدتُ عند والدي مخطوطة عثمانية من سجل محكمة السلط الشرعية سنة 1880م ، مكتوب فيها عن والد جدي هكذا : ( عمر بن حسن بن علي الدمشقي المسلم العثماني العبادي المقيم في السلط ) ، ولكنني بعد بحث في تفسير معنى كلمة عبادي لم أجد اتفاق على تفسيرها ، ولذا لم أجعلها في نسبي ، فكيف أنتسب لكلمة مختلف في تفسيرها ؟ .
س 5 : هل صحيح ما نقلته عن التوراة في شأن ماحص ؟
ج : أولاً لا بدَّ أن نعلم أنَّ التوراة فيها الحق وفيها الباطل ، ورسول الله صدَّق اليهود في يوم عاشوراء ، فالأماكن التي ذكرت في التوراة الخطأ فيها قليل جداً ، وقد توسّعتُ في دراسة كلمة ياهص التي هي ماحص ، وفصّلتُ فيها في الطبعة الثانية من كتابي تاريخ ماحص وهو قيد الطباعة قريباً إن شاء الله ، ورددتُ على صاحب كتاب تاريخ شرق الأردن وقبائلها ، وعلى شرَّاح قاموس الكتاب المقدس . والله الموفق .
س 6 : هل جاء ذكر ماحص في حديث نبوي ؟
ج : لا ، وإنما الوارد في الحديث ( فحص الأردن إلى رفح ) وليس محص ، وقد شرحتُ ذلك في الطبعة الثانية التي ستطبع عن قريب .
س 7 : ما رأي الدكتور عدنان البخيت والدكتورعليان الجالودي من كتابك ؟.
ج : دفعتُ إليهما بنسخة ، ولا أحتاج رأييهما . فقد شرحتُ سابقاً أسباب تأليفي للكتاب ، وحدثني غير واحد من أهل ماحص أنَّ الدكتور عدنان البخيت كان يسأل (والدي) غير مرة عن الأنساب والعشائر ، وكنت قد أجريت اتصالاً مع الدكتور عليان الجالودي أسأله عن تاريخ ماحص فقال لي كيف تسألني عن ماحص ؟ وعند (والدك) تاريخ ماحص ، وأثنى على والدي .
س 8 : هل واجهت نقداً للكتاب ؟
ج : أقول قلما نجا مؤلف لكتاب من راصد بمكيدة أو باحث عن خطيئة ، فالحسد موجود ، ولكن من طبعي أنني قليل الخلطة بالناس ، فالذي أسمعه من النقد قليل ، وراءه الحسد لا غير .
فإن كان ياقوت الحموي قال في معجم البلدان عن مدينة حمص : (ومن عجيب ما تأملته من أمر حمص فساد هوائها وتربتها اللذين يفسدان العقل حتى يُضرب بحماقتهم المثل) ، فأقول أنا عن ماحص ( ومن عجيب ما تأملته من أمر ماحص حسد أهلها ، حتى يضرب بحسدهم المثل ) .
س 9 : نجدك في الكتاب تميل إلى عشيرة الشياب وتثني عليهم ، لماذا ؟
ج : أقول من خلال لقائي بإخواني الشياب وجدتهم يرفضون العنصري والنعرة ، فلما كتبتُ عنهم أنهم جاؤا من القدس الشريف رحبوا بكلامي ، وأحسنوا صحبتي ، خلاف غيرهم من عائلات ماحص ، الذين أنكروا الحقائق بكل عُنجُهية ، وأذكر هنا أن أفراد من عائلة – لا أريد ذكرهم - جاؤا بيتي وأخذوني لمجلس عندهم ، وأساؤا لي أعظم إساءه ، ولكن حلمي وسعهم ، وكانوا كاتبوني ورقة أن لا أكتب عن الجبرة ومنهم الشياب ، ومقصدهم من هذا أنَّهم هم أصل ماحص وأول من سكنوا فيها وليسوا الشياب ، فعلمتُ مقصدهم ، فكتبتُ عن الشياب في كتابي (رغم أنوفهم) ، ورفضتُ الكتاب عنهم ، لأنصف الشياب وأعطيهم حقهم ، فهم أهل للحق والفضل والكرم .
وأضيف أنَّ عشيرة الشياب جدهم الشيخ عبد السلام كان شيخاً جليلا فقيهاً في أطهر أرض في بلاد الشام وهي الأقصى الشريف . هذا ما أكدته السجلات العثمانية . فيكفيهم بهذا شرفاً ومنزلة ًعلى غيرهم .
س 10 : لماذا لم تكتب بالتفصيل عن عائلات ماحص ؟
ج : ليس كتابي عن عشائر ماحص ، والحق ثقيل على النفس ، بل كتبتُ ما اتفق عليه الكبار في أقدم العشائر في ماحص ، وإن كان غيرهم يتسمون بالجبرة ، ولكن الذي ذكرتهم أربعة هم أصل الجبرة وأقدمهم ، وفتح هذا الباب لا خير فيه ، أذكر أنني تعجبتُ من عشيرة كبيرة في ماحص لها ثلاثة شجرات في أسماء أجدادهم كل شجرة تختلف عن أختها !!.
س 11 : ما يتعلق بالمخاتير ، لم تفصّل عنهم ، ولم تذكرهم كلهم ؟
ج : كتبتُ عن المخاتير من شاع وذاع واتفق عليه الإجماع ، ولا سيما الأقدمين منهم ، الذين كانت لهم هيبة وسلطان . ولم أفصّل عنهم الكثير لما بلغني من ظلم بعضهم للناس . علماً أنَّ عندي عنهم الكثير . والله غفور رحيم .
س 12 : ما يتعلق بالآثار في ماحص ، هل عندكم مزيد ؟
ج : نعم ، فقد أرني غير واحد من آثار وقبور محفورة بالصخر ، ما يشير إلى أنَّ ماحص تعود للعصور البرونزية ، وكذا زرتُ بعض المتاحف في الأردن وصورتُ ما وضع فيها من آثار أخذت من ماحص ، وغير ذلك ، تجدها في الطبعة الثانية من كتابي قريباً إن شاء الله .
س 13 : من هو الشيخ محمد المصري بالنسبة لك ؟
ج : الشيخ محمد المصري لم أسمع صدى أحد بمثله في ماحص ، حتى سمعتُ رجلاً مسناً في المسجد يقول : الشيخ محمد المصري أدخلنا في الإسلام !! ، فتعجبتُ واتصلتُ على الشيخ محمد المصري وكتبتُ من فيه ترجمة كاملة عن حياته ودعوته في ماحص وتعليمه للناس الدين ، وتجدها في الطبعة الثانية من كتابي ، فهو أول من أدخل منهج السلف إلى ماحص منهج رسول الله والصحابة الكرام .
س 14 : من هو الحاج جميل عبد الله الشبلي بالنسبة لك ؟
ج : هو كل شيء ، أعتبره موسوعة ، أعتبره قاموس ، انتفعت منه كثيراً ، يكفيك ورعه ، فالحاج جميل العبد الله والحاج قطيش حسين العليوات والحاج محمد سليم أبو عذية لم ترى عيني مثلهم ، أشكر الله أني جالستهم وكتبتُ منهم . فلن تعرف التاريخ بعدهم .
س 15 : متى بدأ الشيخ أحمد سليم الخطيب رحمه الله بالتدريس في ماحص ؟
ج : بدأ بالتدريس سنة 1937م ، وكان قبله مدرسون ومعلمون كثيرون ، منهم الأستاذ محمد مريش سنة 1915م ، ثم جاء بعده عبد الله عربيات سنة 1916م ، ثم جاء بعده محمد حقي سنة 1917م ، حتى جاء الشيخ أحمد الخطيب رحمه الله سنة 1937م . فكيف أصبح أول من درّس وعلم في ماحص !!!؟ .
س 16 : أين نشرت كتابك تاريخ ماحص ؟
ج : نشرته في مكتبات الوطن العربي إهداء مني خمسمئة نسخة لمكتبات الجامعات في السعودية واليمن والإمارات وسوريا ومصر ومسقط والأردن وغيرها ، ليبقى محفوظا من الأيادي ، ولتعلمن نبأه بعد حين .
فالله أسأله قبول كتابي مني وأشكره لما أولاني
صلى الاله على النبي محمد ما لاح قمريٌ على الأغصان
بالله قولوا كلما قرأتمُ رحم الله صداك يا حسَّاني
ملاحظة : لمن يريد طرح أسئلة على مؤلف الكتاب ، فأرسل سؤالك وسيأتي الجواب . وشكراً
المفضلات