الرئيس الأميركي ومدير الطاقة الدولية الأسبق صنعا معلومات كاذبة لغزو بلاد الرافدين
بوش يعترف بـ"أكذوبة" كشفتها "الحقيقة الدولية" من النيجر قبل 3 سنوات حول العراق
صورة لجزء من الصفحة الاولى لصحيفة الحقيقة الدولية في عددها الاول
الحقيقة الدولية – مكتب بغداد - نبهت "الحقيقة الدولية" منذ نحو ثلاث سنوات، وتحديدا في عددها الأول الصادر بتاريخ 1 شباط 2006، إلى زيف الإدعاءات الأمريكية حول صفقة اليورانيوم المزعومة التي أدعت إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش أنها تمت بين دولة النيجر والعراق، والتي اتخذتها الإدارة الأمريكية المبرر الرئيسي لشن الحرب القذرة التي دمرت شعبا وبلدا وتاريخا اسمه العراق.
وكشفت "الحقيقة الدولية" في تلك الفترة، الصفقة المزعومة التي كانت المبرر الرئيسي لشن الحرب على بلاد الرافدين، حيث طلبت الإدارة الأمريكية من رئيس النيجر "ماما دو تاندجا" إغلاق ملف الصفقة المزعومة نظير رشوة تتمثل بتدفق المساعدات المالية لنيامي.
باختصار النيجر صدقت الوعد الأمريكي، وواشنطن نقضته مما دفع النيجر للإنتقام من الإدارة الأمريكية، وخصت "الحقيقة الدولية" ومن عاصمتها نيامي بتفاصيل المؤامرة المشؤومة، لتنبيه الأمة ولعدم طمس الحقيقة، إلا أن الضوضاء الأمريكية كانت عالية الجلبة، فمضت باتجاه شن حربها القذرة ضد العراق، وخلفت وراءها آثارا كارثية على أمتنا العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء.
الحقائق والأدلة ما تزال في حوزة "الحقيقة الدولية" وفي متناول أيدي الحريصين على أظهار الحق والعدل للتاريخ لمحاسبة الكذابين والمزيفين وملاحقتهم قضائيا وعلى رأسهم الرئيس المنصرف بوش كي يجد المنصفون والموضوعيون في الظروف المقبلة مجالا لإيقاف جبروت النازيين الجدد، أمثال بوش وتشيني.
وعلى مقربة من رئاسة أمريكية جديدة يبشرنا بها الرئيس المنتخب باراك أوباما بأنها ستكون تغييرية بكل المقاييس الموجودة حاليا، يمارس الرئيس الحالي جورج بوش وباقي إدارته وأذرعه التي نفذ بها جرائمه الوحشية وخاصة في العراق، فعل الندامة عن فترة رئاسته.
فقد أطل رئيس فريق المفتشين الدوليين الأسبق في العراق ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبق هانز بليكس، من على إحدى الشاشات العربية ليعتذر عن عدم مصداقية تقريره الذي قدمه للوكالة والأمم المتحدة، وأسمع من خلاله الولايات المتحدة كلاما كانت تحب سماعه عن امتلاك العراق لبرنامج نووي، بات فيما بعد ذريعة لغزو وتدمير العراق عام 2003.
بليكس كشف بصورة مفاجئة عن أن الولايات المتحدة كانت قد صممت على غزو العراق بغض النظر عن نتيجة عمليات التفتيش.
وذكّر بليكس أنه ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي سمعا أثناء مقابلة لهما مع نائب الرئيس الأمريكي ديك تشني، ما يشبه التهديد بالتشكيك في صدقيتهما.
وقال إنه فهم أن واشنطن تريد ان تسمع إجابة محددة، كانت مستعدة لاختلاقها إن لم تجدها، موضحا أنه فهم هذا التهديد بتشويه سمعته والبرادعي من ديك تشيني.
وأضاف "ما فهمته أنهم إذا لم نأت بالأجوبة المطلوبة، فسيقدمون هذه الأجوبة ويتخذون الإجراءات تباعا" لكنه أوضح أن ذلك الكلام لم يؤثر على سير عمله وتقديم الحقائق لمجلس الأمن الذي طلب المزيد من التحقيق.
وردا على سؤال بشأن استعداده لأن يكون شاهدا أمام محكمة دولية على زيف الادعاءات الأمريكية، فيما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل العراقية، قال بليكس إنه مستعد لأن يروي قصته للعالم كله، وأوضح أنه أصدر كتابا بهذا الخصوص.
وأشار إلى أن محمد البرادعي تحدث حينها في مجلس الأمن الدولي عن الادعاء الأمريكي بوجود اتفاق تعاون نووي بين العراق والنيجر بأنه تزوير ومجرد مزاعم، معتبرا أن الاعتقاد بوجود أسلحة دمار شامل عراقية كان فضيحة.
وأعرب رئيس فريق المفتشين الدوليين الأسبق في العراق عن اعتقاده بأن النفط كان من أهم الأسباب التي دعت إلى قيام الحرب، وقال في هذا السياق "كما في حرب الخليج الأولى ما زالت هناك مصلحة إستراتيجية لوجود القوات الأمريكية قريبا من خطوط النفط وخطوط الشحن".
وأعرب بليكس عن اعتقاده بأن الإدارة الأمريكية ضللت نفسها وضللت العالم بترويجها أن مسألة أسلحة الدمار الشامل سبب لغزو العراق.
وأعرب بليكس عن أمله في أن يتحلى الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما بموقف مختلف عن "الإدارة السابقة التي كانت تود إطلاق العنف والسير فيه".
سياقات خاطئة
ندامة بليكس وقبلها اعتذار جورج بوش عن غزو العراق بناء على معلومات إستخبارية خاطئة، أوصلتها له أجهزته الإستخبارية عن وجود برنامج نووي عراقي، توجا مراجعة شاملة للسياق الذي أدى إلى الحرب على العراق، سياق بدأ بمعلومات إستخبارية عصفت الأحداث اللاحقة بمصداقيتها واستمر سياقه على شكل يوميات عنف مفتوح في العراق.
انتظر العالم بأسره بعد أن أحتل العراق ودمر البلد، أن يماط اللثام عن مخازن الأسلحة التي تسببت بحرب بذلك الحجم والدمار، وتتالت السنوات دون أن يقدم الأمريكيون دليلا واحدا يثبت صحة معلوماتهم لماذا شنت الحرب؟
حتى تهمة ارتباط النظام العراقي الأسبق بالقاعدة لم تصمد طويلا، فتهاوت لتترك البيت الأبيض في حرج لا يخفى.
أعترف بوش بعدم وجود أسلحة الدمار الشامل وسط انتقادات واسعة للتقارير الإستخبارية غير الدقيقة التي وصلت إلى مكتبه وكان لا بد لأحدهم أن يدفع الثمن.
أجبرت أكذوبة عاصفة أسلحة الدمار الشامل العراقية مدير أجهزة الاستخبارات الأمريكية جورج تنت على تقديم استقالته، خرج سريعا من صمته ليكتب مذكراته التي حملت القيادة السياسية مسؤولية حرب العراق وما لحقها من دمار شامل.
يقول تنت في مذكراته إن "المسؤولية والأمانة هما السمات المميزة لمهنة الاستخبارات ودور وكالة الاستخبارات نقل ما نعرفه وما لا نعرفه إلى صانعي القرار وأي إيحاءات أو تلميحات تشير إلى نقيض ذلك هي خطأ بكل بساطة".
لم يعتذر الأمريكيون للعراقيين ولم يسحبوا قواتهم التي جاءت على سياق تلك المعلومات، لكن الحرب التي بنيت على كذبة إستخباراتية ودولية، أطاحت برؤوس بارزة من الفريق الحاكم في واشنطن فقد غادر وزير الدفاع دونالد رامسفيلد وكذلك فعل وزير الخارجية كولن باول الذي عاد ليأسف من خطابه المزدحم بالأدلة التي لم تثبت صحتها على الإطلاق، حيث قال "إنها وصمة عار في سجلي، أنا الذي قدمت تلك الأدلة باسم الولايات المتحدة إلى العالم وستبقى دائما جزءً من مسيرتي، كان الأمر مؤلما ولا يزال كذلك".
ملف إسرائيل النووي
ندامة بوش وبليكس تشير لخطورة تداخل الأجندات السياسية بالأجندات الأمنية لبعض الدول والتي كثيرا ما يستعان بلسان المجتمع الدولي للتعبير عنها.
إيران مثلا تقول إن برامجها النووي سلمي، كما هو موجود في أكثر من مكان على سطح الأرض، لكن لا أحد يريد تصديقها، وسورية تتعرض لتحرش إسرائيلي ومطالبات ملحة من الوكالة الدولية بالكشف عن نياتها وتحديد غبارها النووي الناتج عن اعتداء إسرائيلي لم ينشغل أحد به مقدار الانشغال بالأثر النووي نفسه.
يحدث ذلك وبرنامج "إسرائيل" النووي أثمر مئات القنابل النووية، لا يجرؤ أحد على الاقتراب منها إلا بعبارات خجولة، تتحدث عن جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل.
والغريب أن كثيرين من مسؤولي المنطقة العربية والعالم لم يعطوا لأنفسهم أدنى فرصة لمجرد التشكيك، والتشكيك فقط، في المقدمات الأمريكية المصنوعة عن العراق ورئيسه الراحل صدام حسين بعد أن تبين أن إسرائيل وأمريكا وكثيرا من الشخوص العراقيين المرتبطين علنا بالمؤامرة والإعداد لها كان هدفهم الانتقام والانتقام فقط من حكم الرئيس الراحل صدام حسين..لأن إسرائيل تريد ذلك، ولأنها للأسف الشديد استطاعت شراء ذمم الكثيرين من أهل البيت العراقي الذين شكلوا حصان طروادة نموذجيا لتنفيذ رغبتها الدنيئة.. فضاع العراق من أجل تنفيذ أحقاد شخصية ضد شخص رئيسه.
المصدر : الحقيقة الدولية – مكتب بغداد
المفضلات