[IMG]http://www.************/pic/bsm/4.gif[/IMG]
حــقــائــق: قتل الوقت أم استغلاله في العطل الصيفية؟ * د. عايدة النجار
بدأت بوادر انتهاء المدارس من التعليم والطلاب من الجلوس لساعات طويلة على مقاعد الدراسة ، تبدو واضحة في المجتمع. فالشوارع ساعة "الزحمة" وتدافش الباصات الصفراء المدرسية قد خفت وطأته. بالاضافة لذلك انتقل ضجيج الملاعب الي البيوت والازقة والحواري حيث بدأت حركة فيها نوع من الحرية تختلف عن الحرية المقيدة باللعب على ملاعب المدرسة سواء في حصص الرياضة أو سرقة بعض الوقت للحركة المطلوبة والطبيعية للنمو الجسماني والعقلي والنفسي للطلاب حتى نهاية سن المراهقة التي حددت بـ 18 عاما.
ولا أشك ان المدارس قد تنفست الصعداء من معلمين ومسؤولين على أمل أخذ قسط من الراحة الجسمية والنفسية التي هم بحاجة لها. لقد بدأت العطلة الصيفية وانتهت الفترة النهائية القاسية على المعلمات والمعلمين ، فترة الامتحانات التي ترهق الجميع وليس فقط الطلبة والكل يبحث عن وسائل لكيفية قضاء الوقت في العطلة الاجبارية.
الا أن الضغط النفسي ينتقل بشكل اخر للاهالي من جديد ، فالكل يبحث عن مكان وزمان يؤوي به أولاده غير البيت خاصة اذا ما كانوا في أعمار مختلفة ويبدو التأفف واضحا من الاهالي من جميع الطبقات الاجتماعية. بعض الاختيارات تسبب مشاكل مادية واجتماعية للكثيرين كما تسبب المخاطر للكثيرين. وهنا تكمن المشكلة الكبرى للعائلة كما المجتمع: فالبعض يمكنه أن يوفر لاولاده الاشتراك في ناد رياضي لقضاء الوقت مع الاصدقاء ، أو السفر للخارج في تجربة جديدة وهي "السفر" لاول مرة أو"لعاشر" مرة أما الاكثرية فهم الذين يبقون في البيوت لأسباب مادية واجتماعية.
"مشكلة الطلاب" في العطل الصيفية كما تبدو للكثيرين مشكلة بحاجة للتعاون لحلها من الافراد والجماعات:
فالاندية على اختلاف أنواعها ليست كافية لتستوعب الطلاب في العطلة الصيفية من جميع الطبقات الاجتماعية.
وستظل الحارات والازقة المكان الطبيعي غير غرف المنزل لتفريغ النشاط الجسماني الزائد للاطفال للكثيرين في المرحلة المبكرة من سن الطفولة ، وأيضا تزداد عمالة الاطفال غير المشروعة ممن يبحث عن مصدر رزق للعائلة.
ولا شك أن العمل عامل هام للمساعدة في تنمية قدرات الطلاب اذا ما وجدت برامج تدريبية مدروسة ومشروعة تساعد الاطفال على العمل المنتج بحيث يتلاءم مع قدراتهم وتساهم في دمجهم في المجتمع والشعور بالمسؤولية. ولا شك أيضا أن ايجاد برامج ومشاريع تدعم الطلاب
لتعلم "ثقافة العمل" والتخلص من "ثقافة العيب" بالاضافة لتعزيز ثقافة العمل الاجتماعي والخيري والتبرع بالوقت والشعور بالتفاعل مع المحتاجين في المجتمع ستعود على الجميع بحلول ايجابية ليست فردية بل جماعية ستساعد على خلق روح انتماء وطني.
هناك حاجة ماسة لدراسة كيفية ادماج أكبر عدد ممكن من الطلاب والتعلم كيفية ادارة الوقت في العطل الصيفية.
ولا شك تحفيز "الشباب" على المساهمة في التعامل مع اطفال المدارس في عطلهم سيعود بالفائدة على الطرفين خاصة وهناك الوقت الطويل لدى "شباب اليوم" وبينهم الكثيرون الذين يعرفون كيف يوظفون الوقت ايجابيا وعلى الاعلام قبل غيره ابرازها ليكونوا "قدوة" حسنة وصورة جميلة تساعد المحبطين الذين هم أيضا كثر في مجتمعنا المتحرك دوما؟
تقبلو تحياتي
المفضلات