السمات المميّزة لشخصية الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة
- شير العديد من الدراسات في علم النفس إلى أن الطفل يتأثر بما يسمع ويرى، وفي السنوات الأولى من عمره يزداد تأثره بما يجرى حوله، لذلك يحرص أولياء الأمور المستنيرون على وضع الطفل في أجواء وبيئات صحية تجعله مؤهلاً للاستفادة من العوامل التربوية التي يتعرض لها، فما العمر العقلي الذي يصبح فيه الطفل قادراً على الاستفادة من هذه المؤثرات التربوية؟ وما هي السمات المميزة لشخصيته في هذه السنة؟ وكيف يمكن للأم الاستفادة من هذه السمات في بناء شخصيته وليدها؟.
أشارت العديد من الدراسات إلى أن السنة الثالثة من عمر الطفل العقلي هي التي يكون فيها قادراً على الاستفادة من الاستراتيجيات التعليمية التي تؤهله للتميز؛ حيث إن شخصيته في هذا العمر تتميز بـ :.
- الثقة بالنفس والنزوع نحو الاستقلالية، فتراه متحمساً للقيام بجميع أعماله بنفسه.
- الانفعالات الحادة والغضب لأي سبب، فإذا لم يحظَ بما يريد فإنه يثور ويحتج، وقد يترتب على ذلك أحلام مزعجة له أثناء النوم.
- القدرة على التواصل مع المحيطين به، ومع سائر الاشياء الموجودة حوله.
- كثرة الأسئلة والاستفسار عن كل شئ يراه أو تطاله يداه.
- عندما يتعلم المشي فإن بعض المهارات الحركية كالجري والقفز تنمو لديه وتجعل منه كائناً اجتماعياً يتميز بكثرة الحركة والنشاط والعناد والسلبيية، إضافة إلى أنه شديد الحرص على تأكيد ذاته، فيتولد لديه إصرار على أن يقوم بعمل جميع الأشياء التي تريد الأم أو المعلمة أن تقوم بها له، وهذه النزعة غاية في الأهمية ؛ لأن كل نجاح يحرزه الطفل يثلج صدره، ويعزز ميله نحو الاستقلالية.
- كما تساعده مهاراته اللغوية على أن يعبر عن أفكاره بألفاظ محببة تجعله قريباً ممن يسمعه.
وفي هذه المرحلة العمرية كذلك:.
- تكثر أسئلة الطفل فهو يريد أن يتعرف على كل شيء يقع عليه بصره، ومن المفيد أن تكون الإجابة عن أسئلة الطفل بألفاظ وأفكار يقدر على استيعابها وعدم تجاهلها، لأن من شأن الإجابة المدروسة أن تنمي عقله، وتوسع مداركه، وتطلق العنان للسانه فيغدو كثير الكلام، وقد يختلق قصصا خياليه مستفيداً من مشاهداته.
- تكثر الأحلام المزعجة التي تصيب الطفل بالخوف، وحيث إنه غير قادر على التعبير عن مخاوفه، فإنه بحاجة لمن يحتضنه، ويشعره بالأمن، ويبث في نفسه الطمأنينة.
- يكون الطفل شديد التقليد، فهو يقلد الممارسات التي يراها تصدر عن المحيطين به، لذلك ينبغي أن تكون جميع هذه الممارسات سليمة ومدروسة ومهذبه، لأنه يتخذها نماذج سلوكية يقتدي بها.
- يملّ الأشياء بسرعة، لذلك تعمل الأم أو معلمة الروضة على تبديل ألعابه التربوية باستمرار، فتصطحبه إلى أماكن فسيحة يلهو بها، كما تنوع له القصص والنغمات الموسيقية.
ونظراً لأهمية هذه السمات فإن الأم أو معلمة الروضة تأخذها بعين الاعتبار أثناء تواصلها مع الطفل، لذلك فإن من الأهمية بمكان أن تكون التعليمات والأوامر التي توجه له هادئة تتحدى رغباته، ولا تسبب له الغضب، كأن لا تنزع أمه من بين يديه لعبة يلهو بها، بحجة أن وقت النوم أو الطعام قد جاء.
واذا غضب فإنها تتعامل مع غضبه بهدوء، دون أن تحمله أو تعيد له الشيء الذي سبب غضبه، لأنها بذلك تعزز سلوكه الرافض، وبالتالي يصعب عليها السيطرة على انفعالاته الآتية، ويكفي أن تنظر الأم إلى طفلها الغاضب نظرة تنم عن عدم الرضا فلعله يعتاد على قبول ذلك منها.
ومن الإجراءات المهمة واللازمة لتربية الطفل إرساله إلى الروضة حيث يعتاد الابتعاد عن أمه وعن منزله، ويألف الحياة الاجتماعية التي تؤهله للانتقال الآمن إلى المدرسة.
فإذا استطاعت الأم فهم هذه السمات المميزة لشخصية الطفل والتعامل معها بوعي، فإنها بالتأكيد ستنجح في بناء شخصيته بناءً سوياً متزناً.
المفضلات