عمان - محمد العياصرة - لم يقصد مورينيو منتخب النشامى بكل تأكيد، لكن انا اقصده .. نستخلص العبر من التجارب الشخصية ونصائح الخبراء، والمدرب البرتغالي اصاب في مقصده.
بعد الخسارة القاسية لتوتنهام في الدوري الانجليزي امام السيتي 0-6، اعتقد المتابعون هناك انها نهاية قبل الاوان لاحلام المدرب بواش ورجاله، والسقوط المدوي امام «السيتيزن» اجبر الصحف الانجليزية على استبعاد ممثل لندن من حسابات المنافسة على اللقب، لكن لمورينيو رأياً اخر.
ربما كانت «الوطنية» هي من قادت مورينيو للدفاع عن مواطنه البرتغالي بواش والرد على المنتقدين، لكنه خرج بعبارة قد تصبح يوماً ما مثلاً شعبياً على صعيد كرة القدم، فقال:
ان تخسر 0-6 مرة أفضل من ان تخسر 0-1 في ست مباريات.. توتنهام ما يزال في المنافسة.
نعم، الخسارة الثقيلة مرة واحدة افضل بكثير من الهزيمة المشرفة بشكل متتال، وقد حصل ذلك مع النشامى سابقاً، وكان السقوط القوي امام اليابان في طوكيو 0-6 موجعاً، لكنه لم يقض على الامال، حيث نهض المنتخب من جديد بالفوز على استراليا قبل ان يرد اعتباره بعد ذلك امام رجال الساموراي تحديداً.
تعرض المنتخب في السابق لهزائم مشرفة.. خسر امام العراق في الدوحة 0-1، وفي مسقط امام عُمان 1-2، والحظوظ تقلصت بعد ذلك، وبالكاد نجح النشامى في خطف المركز الثالث والعبور الى الملحق الاسيوي المؤهل للمونديال، اذاً النتائج لا تعني شيئاً، ما يهم هو الفوز بثلاث نقاط، أو نقطة، أو لا شيء!.
نلتقط رسائل مورينيو ونضعها على طاولة النشامى، فالخسارة امام الاوروجواي 0-5 ليست نهاية المطاف، ندرك ان المنتخب خرج من سباق التأهل الى المونديال بهذه الهزيمة، رغم الاداء المبهر والنتيجة التاريخية في موقعة الاياب بمونتفيديو، ونستوعب حجم الخيبة بعد توقف المشوار بالقرب من البرازيل، لكننا نتطلع في الوقت نفسه الى النهوض من جديد الى المزيد من التقدم والانجاز.
بعد شهر من الان تنطلق بطولة غرب اسيا في العاصمة القطرية الدوحة، وهذا اللقب ما يزال عصياً على النشامى منذ تأسيس المسابقة وحتى اليوم، والتتويج بالكأس يمسح حزن «المونديال» ويؤكد تطور المستوى على الصعيد القاري.. ثم ننظر الى تصفيات كأس اسيا ومواجهة عُمان وسنغافورة لتأكيد التأهل الى النهائيات للمرة الثانية على التوالي والثالثة في التاريخ.. نستعد بعد ذلك لتسجيل الحضور التاريخي المنشود في استراليا 2015 والوصول الى ما هو ابعد من الدور الثاني لتصبح قوة المنتخب الوطني راسخة في عقول جميع المنافسين.
كانت ايام صعبة بكل تأكيد، وبعد الخروج من تصفيات كأس العالم، فجعت الاوساط الرياضية محلياً ودولياً بوفاة نجم شباب الفيصلي قصي الخوالدة رحمه الله، لكن سنة الحياة ان نمضي رغم الاحزان والصعوبات.. لا مجال للتوقف ولا بد من أن نكمل المشوار.
بعد ايام قليلة يعود الجهاز الفني للمنتخب الوطني من الاراضي المصرية، وسيبدأ حسام حسن في رسم ملامح المرحلة المقبلة، فهو يعلم ما يريد، ويدرك ايضاً ما يتطلع اليه الشارع الرياضي.. ان الاوان للاستقرار على تشكيلة النشامى وحصد الانتصارات، والمنافسة على لقب غرب اسيا حق للجماهير الاردنية يجب القتال من أجله.. ثقتنا بالمنتخب الوطني كبيرة، دعم سمو الامير علي متواصل دون انقطاع، والامكانيات مسّخرة على أكمل وجه، والتوفيق حليف النشامى باذن الله.
نقلا عن الراي
المفضلات