زياد أبو غنيمة أبو غنيمة يكتب لسرايا : الإحتجاج لا يكون بالعنف والتخريب !
أشارك غالبية الأردنيين في الكمِّ الكبير من التحفظات التي يبدونها على العملية الإنتخابية ، وأتعاطف مع جميع المرشحين من ضحايا بدعة الدوائر الوهمية ، ومن ضحايا بازار شراء الأصوات عينك عينك على مسمع ومرآى الحكومة ، ومن الضحايا الذين كانوا فائزين وتقبـَّـلوا التهاني ثمَّ فجأة انقلبوا خاسرين بسبب صناديق كانت ( ضايعة ولقيناها ) كما يقول مثلنا الشعبي وأؤكد وقوفي إلى جانب هؤلاء وأنصارهم في أن من حقهم الإحتجاج على ما يعتبرونه وأعتبره شخصيا وتعتبره قطاعات واسعة من الشعب ظلما لحق بهم ، ولكنني قطعا وبدون تردُّد أرفض أن يتحول الإحتجاج إلى عنف وتخريب وأناشد الجميع أن تتوقف هذه المظاهر التي لا تسيء إلى الحكومة بقدر ما تسيء إلى أردننا العزيز وتجعله مضغة في فم المتربـِّـصين ، نعم من حق المتضررين من العملية الإنتخابية أن يحتجُّـوا ولكن ليكن الإحتجاج بشكل حضاري لا عنف فيه ولا تخريب ولا قطع طرق ولا إشعال إطارات وتكسير سيارات وإطلاق نار ، بإمكان المحتجين أن يوصلوا صوتهم بأكثر من وسيلة حضارية ، بإمكانهم مثلا أن يقصروا مراسيم العيد على أداء صلاة العيد والقيام بواجبات صلة الأرحام ويمتنعوا عن تبادل التهاني بالعيد في مضافاتهم ومنازلهم ، بإمكانهم مثلا إعلان يوم افتتاح المجلس الجديد يوم إضراب عام تغلق فيه المتاجر والمكاتب في كل أنحاء الأردن ، بإمكانهم مثلا أن يتقاطروا يوم الإفتتاح إلى العبدلي بشكل حضاري سلمي ليشكلوا طوفانا بشريا حول مبنى مجلس الأمة تعبيرا عن سحب ثقتهم من المجلس الجديد ، بإمكانهم أن يبداوا في تنظيم عريضة مليونية تحتج على ما شاب العملية الإنتخابية من شوائب وسلبيات ، وترفض نتائجها ، وتطالب بإعادتها على أسس سليمة تضمن نزاهتها وشفافيتها
المفضلات