اغلق العزاء
كل شيءٍ لازالَ يعبرُ من أمامنا .. كأولِ مرة .. متجاهلاً مروره المتكررَ دوماً ..
يشاركني المكتب بعضَ الهمِ ( لأثقلهُ هما ) .. جلوسي الطويل أمامه أشعرني بأن شيئاً فيهِ يواسيني و
يمتصُ من خربشاتي المنهكة .. ألما .. لأبقى و يبقى .. نتأملُ ذاكَ العابرَ بينَ فضاءاتِ التعبِ خلسة .. يزيدً
من نزفِ الجوارحِ و بناء الانهيار بشكلٍ أقوى و أقوى
كلما انسلخت عن قلبي أغشيةٌ .. تعرى نازفاً أكثر ..
من صورهم التي لازالَ يذكرها بينَ الدقةِ و الأخرى .. رحيلاً صامتاً يكبرُ في أحضانِ الحزنِ و يتعدى في صمتهِ
حدودهُ الطبيعية ليزيدَ الخنقَ خنقا ..
لستُ أعلم !!! كأنَ الدمعَ صارَ يسترقُ من شرودنا ( لمحةً من ذكرى ) .. ليفرَ من داخلنا ساكباً نفسهُ جمرا ...
و يعلنَ الحداد
أو في كل مرة سأكونُ العزاءَ الذي أغلقتهُ و لم يستقبل أحدا .. خوفاً من أن يروا وجهي المتجهمِ
حزنا .. و سأكونً الحدادَ .. الذي أعلنَ نفسهُ عليَّ فقط
لأني لم أمت بعدُ كغيري من الذينَ يعيشونَ كالخردة ..
عنيفونَ هم !! بعنفِ وجوههم المتقلبة في كلِ يومٍ لونا
أنا التي كنتُ أجهلُ بأنهم مجردُ وجوهٍ متحجرة .. أبدلوها بألوانٍ من الأيامِ زلفى
أوليسَ هنالكَ من أحدٍ يعيشُ من غيرِ لون ؟!! ..
كالماءِ .. كالسماء .. أم أن كل شيءٍ صارَ خادعاً للرؤية !!!
سأقولُ و لو مرة .. دوماً نخطأُ الصوابَ .. و نصيبُ الخطأ
أويعودُ هذا ؟!! إلى ارتدائنا الصدقَ بطريقةٍ مختلفة .. فنرى كل شيءٍ صادقاً و لو كانَ كذبا
و كل شيءٍ صائباً و لو كانَ خطئا ..
أحملُ مساحاتٍ كبيرة من التصديقِ في قلبي .. و لا أمتلكُ مناعةً واحدة .. لأمتصَ صدمةَ اكتشافِ الصدقِ
كذبا ..
أوكلُّ الناسِ تعساء ؟!!! .. آثروا أن يتركوا أنفسهم كما تشاء .. تجرحُ المشاعرَ .. و تقتلُ الإنسان دونَ عزاء ..
كأنها تميته .. و تهيئهُ من جديد ليموتَ مرةً أخرى .. بصدمةٍ أقوى
يالا التعب .. أسردُ وقائعهُ جمالاً تزيدُ من وهجِ الروحِ أكثر .. لا تستقر لتعبرَ خطئاً
فهو الحقيقةُ الثابتة .. التي لم تزيفنا يوماً
أتعب .. للراحة
ففي جماليتهِ متعة .. لكن يبقى للاستمتاعِ بها غَصَّة
المفضلات