التعاون الحيوي بين الأملاح والفيتامينات فـي الجسم
تتوزع المواد الغذائية أثناء وبعد امتصاصها في الجسم للقيام بمهامها الحيوية.. وان نظاما تعاونيا ثنائيا وثلاثيا احيانا ينشأ فيما بين هذه المواد كالاملاح والمعادن والفيتامينات نورد منها الأمثلة الآتية:
1 - فيتامين ''د'' والكالسيوم: ان الكالسيوم وحتى يثبت في العظام ويحفظ ميزانه الطبيعي بنسبة 9 - 11 ملغ / 100سم3 من الدم فانه يحتاج الى فيتامين (د) الذي ينظم حركة أيض الكالسيوم في الدم والعظم.. ويحفظ التركيز والتواجد المتناسق فيما بين العظام والدم. وهذا يفسر أن نقص فيتامين (د) يسبب أمراض لين العظام ومرض الكساح.. والهشاشة العظمية عند الكبار.
2 - فيتامين ''د'' وأشعة الشمس: ثمة علاقة وثيقة بينهما.. فحتى تتحقق الاستفادة من الدهون المخزونة تحت الجلد فان تعريض جسم الطفل لأشعة الشمس المباشرة (ليس من خلال الزجاج) والمناسبة (ليس في ساعة الظهيرة) نتيجة التفاعل بين أشعة الشمس ودهون ما تحت الجلد المسماة كاليسفيرول.. والنتيجة تكون تزويد الجسم بفيتامين (د) وفي الموروث الشعبي فان الامهات كن يدهن جسم الطفل الوليد بزيت الزيتون.. ويعرضنه لأشعة الشمس بعد كل استحمام..
3 - فيتامين ''ج'' والحديد: لكي يتم امتصاص الحديد والاستفادة من مصدره بأقصى قدر ممكن فلا بد من توفر فيتامين (ج) الذي يسهل عملية امتصاص الحديد في الدم.. وقد درجت العادات الغذائية بهذا الصدد على عصر الليمون على طعام العدس والسمك.. من اجل اعطاء النكهة والطعم الجيد.. ولكن من الناحية العملية فان القصد هو تسهيل هضم وامتصاص معدن الحديد الذي يتحد مع الخلايا الدموية الحمراء ويعطيها لونها الطبيعي.. ومن ثم نقل الاكسجين الكافي للخلايا. فالحديد اذن يعتمد على فيتامين (ج) لكي يتم امتصاصه بشكل طبيعي.
4 - فيتامين ''ك'' وملح الكالسيوم: الكالسيوم من الاملاح المهمة في حفظ حيوية العضلات الصلبة والرخوة منها، ولتنظيم حركة عضلات القلب.. ومنع مرض تقلص العضلات واضافة لهذه الوظيفة.. فان هنالك آلية حيوية تقوم على تعاون واتحاد هذا الملح مع فيتامين (ك) في احدى مراحل تكون الخثرة الدموية على سطح الجرح الشعري لتوقيف النزيف.. كما أن فيتامين (ك) يقوم بتنسيق التركيز للكالسيوم بين العظام والدم، بشكل متوازن.
5 - فيتامين ''ب 12'' وحامض المعدة: حتى يتحقق استخلاص فيتامين (ب 12) من مصدره الغذائي لا بد من توفر عاملين: العامل الخارجي والمتمثل بالمصدر الغذائي لفيتامين (ب 12) والعامل الداخلي المتمثل بحامض المعدة.. وفي غياب احد هذين العاملين فان نقصا تغذويا لفيتامين (ب 12) سيحدث. اذن فان حامض المعدة ومن احدى وظائفه الهامة العمل على استخلاص وامتصاص فيتامين (ب 12) في الدم. وتحقيق الفائدة الغذائية من مصادر (ب 12).
6 - صفراء المرارة والدهون: حينما تستقر وجبة الغذاء الدسمة في الاثني عشر.. فان الدهون الغذائية تقوم بتحريض الهرمون القابض للمراراة حيث تقوم المرارة بالانقباض لاطلاق كمية من الصفراء وهذه المادة مسؤولة عن تحطيم الدهون الغذائية وتبسيطها.. وبالتالي تهيئتها للامتصاص. وكأن الدهون الموجودة في الوجبة الغذائية قد طلبت معونة المرارة لارسال كمية من عصارة الصفراء لها وذلك بواسطة الناقل العصبي الذي ينبه الهرمون القابض.. وبذلك تنتهي الآلية بتحويل المواد الدهنية الى احماض دهنية سهلة الامتصاص في الامعاء.
وبقي القول: بان هناك الكثير من التعاونات الحيوية والوظيفية بين كم كبير من المركبات الغذائية من جهة وبين انزيمات في الجسم من جهة أخرى.. تتم جميعها بانتظام وفاعلية دون ان يشعر بها الانسان.. وأي خلل في آليات هذه التعاونات يبدأ بالظهور كأعراض مرضية تدل على اضطراب ما في الجسم.
المفضلات