لا شك أن أكثر الدول العربية الآن في أزمة ، وكشفت مجمل الثورات والتغيرات عن أزمة حقيقية وأسرار لا يمكن مداراتها أو الالتفاف عليها ومنها :
أن هناك بون شاسع بين الحاكم والمحكوم ، وأن في أكثر الدول العربية هناك طبقة حاكمة وهي الأسياد في مقابل أكثرية ساحقة ينظر لها على أنها العبيد ، بل هناك في حالات أخرى أكثر خزي عندما يرفع الحاكم شعار يقدس فيه نفسه لدرجة الألوهية والعياذ بالله ، ويطالب الجماهير بعبادته في طريقة فرعونية .......
وظهرت هذه بجلاء في الحالة الليبية والسورية .....
تنظر الطبقة الحاكمة للشعب على أنه مجموعات من السذج والذين يمكن خداعهم بأقل الذكاء ، في مقابل جماهير أثبتت الأيام أنها تتمتع بقدرٍ عالٍ من الوعي والمسؤولية.......
كما أثبتت الأزمة أن الإسلام متأصل في الإنسان العربي فلا الأفكار العلمانية ولا محاربة الإرهاب قادرة على انتزاع هذا الدين من صدور الناس مهما طال الزمن ، فارتفعت شعارات التوحيد في تونس وسوريا بعد سياسة حكومية حاربته لعقود طويلة ......
كشفت الأزمة عن سذاجة وغباء في التعامل من طرف السلطة ، وضعف للحجة ، وفي الخطاب الرسمي وصل الأمر لدرجة أن الحاكم وصل لنوع من البعد عن الواقع حداً يثير الشفقة والأمثلة كثيرة :
اتهام بن علي للثوار بأنهم مجموعات ارهابية متطرفة ونسبتها للقاعدة ، وهو كان يشير لمظاهرات شعبية ملايينية ..
لجوء بلطجية مبارك للجمال والبغال لتفريق ملايين من المتظاهرين في ميدان التحرير .....
اتهام العقيد القذافي للثوار بأنهم مجموعة من المدمنين المتعاطين المخدرات .......
اتهام بشار للثوار في درعا وحمص وبانياس وكل المحافظات ، بأنهم مجموعات تخريبية مدفوعة بأجندة خارجية !!!!!!!!!
كشفت الأزمة أن هناك حقداً وكرهاً مكبوت في أعماق الشعب للحاكم وعصابته ، وأن الحاكم عنده رعب غير طبيعي من شعبه عبر عن خوفه بطريقة جنونية تمثلت بإراقة الدماء ربما للحصول على لقب دراكولا العربي.......
المفضلات