أين أختقت مفتاتيح شقة أبي ؟
أيها السمتمعون الكرام ........
انظروا الى الأرض ، لعلكم تجدون مفاتيح شقة أبي _ بصوت متهدج _ قالتها لجمهور الصالة الذي احتشد لسماع قصتها الجديدة .
نظر البعض الى موضع أقدامهم ، بينما بقى الآخرون ملتزميين بمقاعدهم معتقدين ان هذه الدعوة مجرد تكنيك قصصي .....
أعادت تكرار العبارة مرة أخرى مضيفة إليها رجاءً حاراً ، وإشارة إلى أنه هذه الدعوة ليست تكنيكا قصصيا ....
نظر الجميع الى الأرض ، ثم نقلوا عيونهم آسفة أليها .
لم تجدوا شيئا ، أرجوكم لا تخبروا أبي و ألا ......
حكاية أمي كحكاية الكثير من الأمهات صابرة ، تقية ، مكافحة وغيرها من الصفات ، فضلاًً أنها أنجبت الكثير من الشباب الذين هاجروا إلى أمريكا ، وملئوا جيوب أببهم بالدولارات ....
فاضت جيوب أبي بالدولارات فقرر بناء شقة علوية تريحه من ضجيج أولاد البنات ، أحضر المهندس ، وأمره بتصميم شقة فاخرة تليق به .
بذل المهندس المعماري جهدا كبيرا في بنائها واستعان بفنيي الديكور وبجميع التقنيات الحديثة ، لتلبية رغبة والدي في أن تكون الشقة مريحة ، وتنقص عمره ثلاثون عاماً على الأقل .
فرغ المهندس من تجهيز الشقة ، وتوقعت امي كما - كما توقعنا - ان تكون رفيقة والدي في شقة العمر ، ولكن والدي اعتذر لها ، لأن الشقة ينقصها الكثير .
تسألنا ماذا ينقصها ؟! فالصالونات الأمريكية تعج بالتحف والأثاث ، والمطبخ الأمريكي مجهز بالكراسي واحدث الأدوات الكهربائية ، وغرفة النوم ساحرة تفوق رسم الأحلام ....
ولكن الشقة – فعلا – كما قال والدي كان ينقصها الكثير ......... كان ينقصها فتاة بعمر الورود تؤنس جسد والدي ، وتريح قلبه المتعب .
أحضرها لنا والدي ....... فتاه تتيه جمالاً ودلالاً........
وفي يوم العرس ماتت امي .......
صعد أبي وعروسه إلى الأعلى ، ثم هرول إلينا وقلا : أين مفاتيح الشقة ؟؟
احضروا وإلا ... قلت : اكسر الباب ، فثار لأن أمثاله لا يكسرون الأبواب ، بل يدخلون مشرعة ، ومثل هذا التصرف جدير أن يفقده هيبته أمام عروسه الصغيرة الجملية ، وهو يحرص على هيبته .
أعاد الأمر بالبحث عن المفتاتيح مشدداً على لفظة و" وإلا " ....
بحثنا كثيرا خوفا من كلمة و " إلا " حتى الصباح ، ولكن المفتاتيج !!!!!!!
أتعرفون اين المفاتيح !!!!!!!!!!!
لقد خبأتها أمي في صدرها ، ولكن لا تخبروا أبي ، وإلا سيطلق أمي ... وامي لا تريد الطلاق .
المفضلات