أبواب
اصطياد الطبيعة
لا فرق.. رأس عليه ريش، وآخر عليه شعر، كلاهما في الهم واحد!!
لا فرق.. فبين الطرفين تآلف كبير، بحيث أن الذين داخل الأقفاص ينظرون لمن هم في الخارج، ويرثون حال لهاثهم وراء سراب قوامه التعب، بينما أولئك الذين يتوهمون الحرية، ويتزاحمون، في الأسواق والطرقات، يحاولون أن لا ينظروا إلى أقفاص الطيور المعلقة، كأنها نذير منتهاهم، وشبيه واقعهم الذي هم فيه هائمون!! إذن.. لا فرق!!
***
أربعة أقفاص، فيها ما تيسر من طيور كانت قبل نزر من الزمان، تُحلّق فوق الأشجار المواجهة لها، على التل المقابل، وهي ذاتها الطيور التي سحرت ألباب الناس الذين تفيأوا تلك الشجيرات، فسحرهم خبط أجنحة الحمام، وصوت تغريد الطيور، فقاموا، فهيأوا حرابهم، واصطادوا ما تبقى من براءة، وجمال، وصت طبيعة، ليسمسروا عليه.
بدأ المزاد.. تعالى نداء السماسرة، بعد أن باعوا ما على الأرض من تراب وماشية، بدأوا بالزحف نحو نقاء الغابة، وطيور السماء..تلك هي المفارقة، وهذا هو السوق الجديد..فمن يجروء على أن يطلق الطيور من أقفاصها؟ ومن يمتلك الرؤية ليعيد الأجنحة إلى حرية الفضاء؟!
مفلح العدوان - عدسة نادر داود -
المفضلات