إِنْتِحَاْرٌ ..!!
هَلْ تُدْرِكِينَ أَنَّ مَاْ تَفْعَلِيْنَهُ إِنْتِحَاْرْ!..
هَلْ تُدْرِكِينَ
أَنَّكِ تَسْحَقِيْ الزُّهُوْرَ...
وَ تُطْفِئِيْ النَّهَاْرْ..!
هَلْ تَعْقِلِينَ
أَنَّكِ تُحْرِقِيْ الْغَمَاْمْ
وَ تَذْبَحِيْ الْحَمَاْمْ..؟!
وَ تَدْفِنِينَ رَأْسَكِ فِيْ الرَّمْلِ كَالنَّعَاَمْ!..
يَاْ صَدِيْقَتِيْ...
لَاْ تَسْقُطِيْ ،
لَاْ تُوْقِفِيْ الْأَمْطَاْرْ..!
يَاْ طِفْلَةً صَغِيْرَةً
لَاْ تَعْرِفُ الْأَقْمَاْرْ..!
هَلْ تُدْرِكِينَ
أَنَّكِ تُمَزِّقِيْ الْوَرِيْدْ
وَ تَلْبَسِيْ الْحُزْنَ الشِّهِيْدْ
بِوْجِهِ عِيْدْ!!
وَ تَقْتُلِيْ الْبَنْدَاْ الْعَمِيْدْ
وَ تُدْهِقِيْ الْعَطْرَ الْفَرِيْدْ!!
وَ تَقْتُلِيْ مَنَاْرْ!!؟...
إِنَّهُ إِنْهِيَاْرْ!!..
لِمَاْذَاْ عُدْتِ طِفْلَةً صَغِيْرَةً
لَاْ تَفْهَمُ الْحِوَاْرْ؟!..
وَ كَيْفَ عُدْتِ صَبِيَّةً عَمِيَّةً
تُلَاْعبُ الْأَحْجَاْرْ!!
لِمَاْذَاْ عُدْتِ لِرَوْضَةِ الصَّغَاْرْ؟!.،
فَلَحْظَةً تُمَزِقُ الدَّفَاْتِرَ
تُكَسِّرُ الْعُوْدَ وَ الْأَوْتَاْرْ..!
وَ لَحْظَةً تُحَطِمُ الْجِيْتَاْرْ
وَ تَنْفَعِلْ
كَقِطَّةٍ مَحْبُوْسَةٍ
تُمَزِّقُ الْأَشْعَاْرْ!!
إنَّهُ انْهِيَاْرْ!؟..
لَوْ تَهْدَئي قَلِيْلَاً
لِنْبْدَأ الْحِوَاْرْ..!
وَ فَكِّرِيْ مَعِيْ..!
مِنْ غَيْرِمِاْ تَسَرُّعٍ...
وَ غَيْرِمَاْ إِنْفِجَاْرْ..
لِيَظْهَرَ الطَّريْقُ
وَ يَسْهَلَ الْخَيَاْرْ...!
إِذَنْ..
دَعِيْنِيْ أَبْدَأُ الْحِوَاْرْ!
فَجَاْوِبِيْ السُّؤَآلَ
بِكُلِّ جُرْأَةٍ
وَ بِإقْتِدَاْرْ..!
لَوْ لَمْ يَكُنْ هُنَاْكَ شَئٌ مِنْهُ تَهْرُبِينَ..
إِذَنْ لِمَاْذَاْ تَهْرُبِينْ؟!..
لَوْ كَاْنَ لَاْ شَئَ هُنَاْكَ
إِذَنْ مَاْ دَاْعِيْ الْفِرَاْرْ؟!
حِقِيْقَةٌ بَسِيْطَةٌ ..
غَاْبَتْ عَلَيْكِ يَاْ صَدِيْقَتِيْ
هَلْ تَهْرُبُ
أَمْ تَلْتَقِيْ
السَّفِيْنَةُ الْفَنَاْرْ؟!
لَاْ يَهْرُبُ غَيْرُ الْلَّيْلِ
مِنْ رَوْعَةِ النَّهَاْرْ؟!..
فَكَيْفَ تَهْرُبِينَ؟
وَ أَنْتِ طُهْرُ فَجَرِهِ،
وَ أَنَّتِ لَوْنُ طَيْفَهِ
وَ أَنْتِ وَرْدَةٌ ، وَ سَوْسَنٌ
وَ لُؤْلُؤُ الْمَحَاْرْ..!
لَاْ تَهْرُبُ النَّحْلُ مِنْ وَرْدَةٍ ،
أَوْ زَهْرَةٍ ،
أَوْ جُلَّنَاْرْ؟!..
وَ أَنْتِ..
أَنْتِ مَلِيْكَةُ الْخَلَاْيَاْ..!
فَكَيْفَ تَهْرُبِينَ
مِنْ عْرْشِكِ الْكَبِيْرِ لِرَوْضَةِ الصِّغْاْرْ؟!!
لَاَ تَرْحَلُ الْفَرَاْشُ عَنِ الضِّيَاْءِ..
وَ الْحُقُوْلِ،
وَ الْمَاْءِ، وَ الْأَنْوَاْرْ..
فَكَيْفَ تُشَرْنِقِينَ فَرَاْشَةً بَرِيَّةً جَمِيْلَةً
مِنْ طَبْعِهَاْ الأَسْفْاْرْ؟!..
هَلْ تَهْرُبُ الشَّمْسُ مِنْ مَدَاْرِهَاْ؟!..
وَ النَّجْمُ
والأَقْمَاْرْ؟!..
وهَلْ تِفِرُّ مِنْ غِنَاْئِهَاْ
عُصْفُوْرَةٌ؟..
أَوْ يَهْرُبُ الْهِزَاْرْ؟
إِنَّ مَاْ تَفْعَلِيْنَهُ
يَاْ حَبِيْبَتِيْ إِنْتِحَاْرْ!!..
لَاْ أَسْتَطِيْعُ فَهْمَ فِكْرَةٍ غَبِيَّةٍ
أَوْ مَنْطِقٍ فِيْهِ السُّقُوْطُ..
أَوْ رُؤْيَةِ اِنْحِدَاْرْ؟!
هَلْ أَشْرَقَتْ
مِنْ مَغْرِبٍ شَمْسٌ عَلَىْ الدُّنْيَاْ؟!..
أَوِ اخْتَفَتْ بِغَاْرْ؟!..
مَنْ يُطْفِئِ الْأَنْوَاْرَ
مَنْ يَفْقَأُ الْعُيُوْنَ
وَ النُّجُوْمَ؟!
مَنْ يُوْقِفُ الْمَدَاْرْ؟!
مَنْ يَرْفُضُ الَحَنِينَ وَ الشَّوْقَ لِلْمَطَرْ؟!..
مَنْ يُحْرِقُ الْوُرُوْدَ؟
مَنْ يُحْرِقُ اِخْضِرَاْرْ؟!!...
مَنْ يَكْرَهُ النَّدَىْ؟
وَ الثَّلَجَ؟
وَ النَّهْرَ والشَّجَرْ؟
وَ يَعْشَقُ الْحِصَاْرْ؟!..
الْآنَ جَاْوِبِيْنِيْ!
- إِنِ اسْتَطَعْتِ -
يَاْ صَدِيْقَتِيْ!
لَاْ تَسْقُطِيْ!
فَإِنَّهُ اِنْهِيَاْرْ!..
سَتَنْدَمِينَ مَرَّةً أُخْرَىْ لَوْ تَقْتُلِيْ مَنَاْرْ!!
شِعْر الشِّيْخ الْمُهَنْدِس
عَبْدالْكَرِيْم عَبْدالله عَبْدالْوَهَّاْب نُعْمَاْن
المفضلات