لن يتمكن رئيس اللجنة الزراعية في مجلس النواب الاردني السابق وصفي الرواشدة من الاتصال بناخبيه حتى يوم التاسع من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل في واحدة من المفارقات النادرة لحملة الانتخاب المحلية، فقد منعته الشرطة بعد تعرضه لمحاولة اغتيال عائلية الطابع من العودة الى مسقط رأسه في مدينة الشوبك جنوبي البلاد ووضعته تحت الحراسة اللازمة في عمان العاصمة.
وقصة الرواشدة لا تخلو بكل الاحوال من الغرابة، فقد اصيب الرجل بالرصاص بعد تعرضه قبل ايام ومرافقيه لوابل من الرصاص في هجوم على خلفية ثأر عائلي حصل في مدينة معان جنوبي البلاد. والهجوم الثأري العائلي حصل على طريقة افلام الاكشن الامريكية، حيث تلقت السيارة التي يستقلها الرواشدة اكثر من 135 رصاصة دفعة واحدة من اسلحة رشاشة اطلقها ثمانية مهاجمين من سيارتين مسرعتين بمجرد وقوف سيارة الرواشدة على بوابة احدى الجامعات.
الهجوم الذي اصبح حدثا على طريقة الاكشن السينمائية انتهى بمقتل احد ابناء عم الرواشدة واصابته شخصيا مع شخص آخر ونجاة الرابع بعد تدخل العناية الالهية التي حالت دون حصول مجزرة قبل ان تتدخل الجهات الامنية لمعالجة الموقف، وهذا الهجوم كان مرتبطا بادانة قضائية منذ شهرين لاحد اشقاء الرواشدة وقريب آخر له بالتسبب في وفاة شاب اثر مشاجرة جماعية في مدينة الشوبك القريبة من مدينة البتراء الاثرية الوردية.
والمفارقة ان من حاولوا الثأر من عضو البرلمان السابق هم اقرباء له من نفس العائلة، لكن المفارقة الاغرب ان الرجل لا يزال رسميا مرشحا للانتخابات عن منطقة الشوبك، وقد يكمل مسيرته الانتخابية دون ان يستطيع لاسباب امنية تتعلق بالحفاظ على حياته من الاتصال بصريا او جغرافيا بقاعدته الانتخابية، فهو يبتعد عن المنطقة التي ترشح فيها اكثر من 300 كيلومتر.
ورغم قلق الاوساط الرسمية من احداث عنف متوقعة قد ترافق العملية الانتخابية الا ان الهجوم الناري الوحيد لم يكن في الواقع على خلفية الانتخابات بل على خلفية قضية ثأر عائلية الطابع.
وما حصل مع الرواشدة يظهر بان الفرصة ما زالت متاحة لرصد المزيد من مفارقات الانتخابات التي وصفها الكاتب الصحافي جميل النمري قبل شهرين بانها ستكون الاغرب والاطرف في تاريخ البلاد، فالناشط السياسي المقاطع للانتخابات الشيخ محمد منور الحديد يصر على مطالبة السلطات المحلية بالكشف بشفافية عن عمليات ضبط "ماكينات" لتزوير البطاقات الرسمية ضبطت مؤخرا عند بعض المرشحين وفي اكثر من مكان، كما قال في تصريح صحافي.
الحديد يتحدث عن ماكينات طباعة صغيرة تمكن بعض الخبثاء من استيرادها من تركيا ولبنان وتستطيع اصدار بطاقة رسمية للانتخاب نسبة التزوير فيها لا تتجاوز الصفر، ومعلومات الحديد ان هذه الماكينات ضبطت فعلا، لكن الحكومة لاسباب غير مفهومة كما يقول ترفض اعلان ذلك.
المصدر : الحقيقة الدولية – القدس
المفضلات