قال مساعدون في الكونغرس ومحللون إنه من غير المرجح أن يقلص النواب الأميركيون المساعدات الأميركية لمصر بسرعة، ولكنهم يراقبون ليروا إلى أين ستؤدي الاضطرابات السياسية الحالية في مصر.
وتباينت وجهات النظر بشأن الاضطرابات المصرية في الكونغرس، وحاليا يبدو أن مجلس النواب الذي يديره الجمهوريون أكثر حذرا من مجلس الشيوخ الذي يديره الديمقراطيون بشأن خفض المساعدات الأميركية التي تبلغ 1.5 مليار دولار سنويا والمقدمة إلى حكومة الرئيس المصري حسني مبارك.
وقد يؤدي هذا إلى معركة بشأن حجب المساعدات عن مصر في وقت لاحق من الشهر الجاري عندما يحصل النواب على فرصة لإجراء تغييرات، ولكن الكثير يتوقف على الأحداث التي قد تقع بين الآن وذلك الوقت.
وقال مدير برنامج الشرق الأوسط لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية جون ألترمان "قضيت وقتا صعبا في الجمع بين السياسات من أجل التوصل لاتفاق بين الحزبين وبين المجلسين بشأن خفض المساعدات إلى مصر بسرعة".
وأضاف "لا أعتقد أن لدى الأميركيين وجهة نظر واضحة حتى الآن بشأن الأحداث في مصر، ومن ثم فمن الصعب أن تكون لدى الكونغرس وجهة نظر واضحة".
ومعظم المساعدات الأميركية لمصر عسكرية وخصصت لأشياء مثل دبابات أم1 أي 1 أبرامز القتالية وطائرات أف 16 المقاتلة.
الكونغرس يراقب ما ستؤول إليه الاضطرابات السياسية في مصر (الجزيرة)
تشكيك
ويشكك مساعدون في مجلس النواب الأميركي في حدوث أي تخفيضات كبيرة في المساعدات العسكرية لمصر في نسخة مجلس النواب بشأن مشروع ميزانية لتمويل الحكومة من مارس/آذار وحتى 30 سبتمبر/أيلول القادمين.
وقال مساعد في مجلس النواب إنه لابد من طرح مشروع الميزانية على مجلس النواب بحلول 14 فبراير/شباط، مما لا يترك وقتا يذكر لإجراء تغييرات كبيرة في السياسة.
وحث النائب الجمهوري كاي غرانغر -الذي يرأس لجنة المساعدات الخارجية-على توخي الحذر هذا الأسبوع عند تقرير رد الفعل الأميركي على الأحداث في مصر.
وأضاف غرانغر "من المهم أن نناقش الأفعال التي اتخذت، مصر لها تأثير معتدل في الشرق الأوسط ولها اتفاقية سلام مع إسرائيل، وأنا أواصل مراقبة الأحداث على الأرض عن كثب".
وسيعمل مجلس الشيوخ الذي يديره الديمقراطيون بشأن ميزانية التمويل بعد مجلس النواب، وقد ينتهج أسلوبا مختلفا.
ويرأس السناتور الديمقراطي باتريك ليهي اللجنة الفرعية في مجلس الشيوخ المسؤولة عن المساعدات الخارجية، والتي اتخذت خطا أكثر تشددا بشأن مواصلة المساعدات لحكومة مبارك التي يقول إنها "ليست لها مصداقية للإشراف على التحول إلى الديمقراطية".
باتريك ليهي دعا للتفكير في تقديم المساعدات لحكومة مصرية جديدة (الفرنسية-أرشيف)
حكومة جديدة
وأشار ليهي الأربعاء إلى ضرورة أن تفكر واشنطن بشأن المساعدات الاقتصادية لحكومة جديدة في القاهرة، قائلا إنه يأمل تحولا إلى حكومة تعالج البطالة والجوع "ومعاناة الشعب".
وقال ليهي -في حديث تلفزيوني- إن "تلك ستكون مجالات ملائمة جدا لإنفاق المساعدات الأميركية، ولكن من المؤكد أنها لن تنفق على حكومة لابد من أن ترحل"، في إشارة إلى حكومة مبارك.
وأضاف "هناك أموال معدة، ويمكن للإدارة أن توقف هذه الأموال في أي وقت".
وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي قال الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة ستواصل مراقبة الرد العسكري المصري على الأزمة، مشيرا إلى أن أي تدخل كبير من الجيش لإخماد الاحتجاجات قد يؤدي إلى تغيير.
وأضاف "هناك شروط فيما يتعلق بسلوك متلقي مساعداتنا، وبوضوح إذا استخدمت المساعدات بطريقة تتناقض مع قوانيننا وسياساتنا وقيمنا فسنجري التعديلات التي نحتاج إليها".
المصدر: رويترز
المفضلات