الملك المفدى جلالة عبد الله الثاني بن الحسين المعظم ،أيده الله
بقلم : الدكتور محمود سليم هياجنه
أجلْ ،وأيمُ الله ، يا أخ العرب ، إنك إذا أنعمت النظر في هذا الرّكن وجدته في غنى عن البرهان ، أجل يا أخ العرب ، إنّ البيت الكريم الذي اختاره الله -عزّ وجل- لإحياء عراقة العرب وتجديد مجدهم ، وانبعاث عزّهم ، وإصلاح شؤونهم ، وإنزالهم محِلّتهم ، وتبليغهم منجاتهم ، وإحياء مآثر أسلافهم ؛ هو أقدم البيوت الحاكمة ، ولا حاجة إلى بيان عراقته في الشرف الأعلى ، أو نبراس نوره في الأفق الأزهى ، فالأعلام قائمة ، والآيات واضحة ، والمنار منصوبة ،والمشكاة منيرة . فلقد كان وما زال قطب فلك دائرة العرب الزاهية الزاهرة ، وشمس الأمة المشرقة الساطعة النيِّرة ، ولا غرو في ذلك ، ما دام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- واسطة عقد تلك السلسلة الذهبية ، المحبوكة الأطراف بالغرِّ الميامين ، من الأقيال والأشراف ، منذ أكثر من ألفي عام ، وكانت لها ما لها من السيادة المطلقة على العرب في الجاهلية ، ثمّ زادها الله بالإسلام فضلاً وشرفاً وتكريماً ، فكانت دوحة العدل الظليلة في رياض الأمة ، وكانت أظهر وأنور وأشرق وأوضح وأمكن وأمتن سلالة برزت من نسل قريش ، لتكون رمزاً للطهر والنقاء ، ومبعثاً للوضوح والصفاء ، منحة المنّان ، ومبعث الرضوان ، خصّهم الله بالحكمة والبيان ، وحسبك قول الإمام علي - رضي عنه – بنا هديتم في الظلماء ، وتسنُم العلياء ، وبنا انفجرتم عن السّرار ( السحاب الحالك السواد ) ، أجل ، هم غرة جبين الزمان ، وتاج أهل الكرامة والعرفان ، والكوكب الدرّيّ المتألق في العالمين ، من الأولين إلى الآخرين .
وُلِدَ الملك المفدى ، جلالة الملك عبد الله الثاني بن جلالة الملك الحسين بن جلالة الملك طلال بن جلالة الملك المؤسس عبد الله الأول بن جلالة الحسين أمير مكة وملك الحجاز والعرب بن الشريف علي بن الشريف محمد بن الشريف عبد المعين بن الشريف عون راعي الهدلاء جدّ ذوي عون ، في الثلاثين من كانون الثاني سنة 1962 م ، في العاصمة عمان ، وتولى سلطاته الدستورية ملكاَ للمملكة الأردنية الهاشمية ، في السابع من شهر شباط 1999 م ، في اليوم الذي توفي فيه والده ساكن الجنان جلالة الملك الحسين رحمه الله ،وقد تربى في كنف العناية والكرامة ، المتوقِّدة بسواطع الشرف ، المنبثقة من أخلاق السلف ولا بُدّ من الإشارة هنا إلى أنّ البيت الذي تربى فيه جلالة مليكنا المفدى كان في بيوت الأشراف الأكارم ، كما كان بيت آل هاشم في قريش ، لما اتصف به من الأوصاف الكاملة في العلم والسياسة وحسن تدبير الأمور والعدل والمساواة ومكارم الأخلاق الخاصة بآل بيت النبوة ، فتوجهت عناية جلالة مليكنا المفدى إلى الحرص على اكتساب الكمالات والفضائل والتحلّي بمحاسن الصفات التي تكسبه حُبّ قومه وثقة شعبه وأمته ، وهكذا كان وهو على ذلك كائن ، فانظر يا أخ العرب ، حيث شئت من هذه السلالة المباركة ، تجد رجالا قد قُدِّرت على نفع العرب أحسن تقدير ، تؤدي لهم من صور الوفاء أنقاه وأوفاه ، تلتقي عندهم نهايات الفضيلة كلِّها ، ولا غرو في ذلك ، فهم صفوة العرب وخيرة الأمم .
اللهم أوْصل لحضرتهم منّي وبلغهم عنّي من وافر صِلات إكرامك ، ومن بديع تفريد جميل نعمائك ، ومن عظيم كثير جليل إمدادِ فيوضاتك ، ومن أعالي منازل أنوار سُبُحاتك ، ومن سَلسَبيل رحيق مختوم تسنيم هِباتك ، ومن أسمى صلواتك وأجلى تسليماتك ، ومن أوْفى رحماتك وأنْمَى بركاتك ، ومن أعلى نعمائِك ومن أسنَى آلائِك ، ومن طيباتِ رضائِك وخيرات عطائِك ، ما يكون لهم نعيمًا باقياً برضائِك ، وأمنًا دائما ببقائِك ، يا اللهُ يا قريبُ يا سميعُ يا مجيب .
أجل أخ العرب ، فالصبح لذي العينين واضح ، وشمس الحق والحقيقة ساطعة ،لا ينكرها إلا مدّعٍ ضلّ طريق الرشاد ، ولذا وجب عليّ كعربيّ أردنيّ حيّ ناهض ، يجيش في نفسه معاني الإخلاص ، وعرفان الجميل والوفاء ، وتقدير المبرّات ، أن أسطر كلمات الحب والوفاء ، لهذه العترة المباركة ، وعميد آل بيتها المفدى ، على الرغم من قصر باع كاتبها ، وضيق ذراعه لتبيان ما لهذا الملك العظيم ، من اليد الطولى والقدح المعلّى ، في إعلاء الحق ، والعمل على استتباب نصاب الحرية ، والسهر على رفعة أمة ذات تاريخ مجيد .
أيها القارئ الكريم ، بل أيها المسلمون قاطبة ،بل أيتها العقول النيّرة الناضجة ،والقلوب الحساسة والمشاعر المدركة ، إننا نعتقد اعتقادا جازما لا يخالطه الارتياب ، نعتقد بقلوبنا ووجداننا وبكل مشاعرنا وبعقولنا ،أن آل هاشم محلهم من العرب محل القطب من الرحى ، ينحدر عنهم السيل ولا يرقى إليهم الطير ، فلا غرو أن تتجلّى بمليكنا الهمة القصيّة ، قصيّة المرمى بعيدة المناط ، ونفس أبيّة شريفة وثّابة رغّابة في العدل والمساواة ،طمّاحة لتجديد مجد تليد ، وعهد نضر وضّاح ، وروح تأبى الضيْم لأمة العرب .
أجل يا أخ العرب ، هذا . بل أرفع من هذا ، وأسمى وأنبل وأشرف ، هو مليكنا المفدى صاحب الجلالة الهاشمي ، عراقة آبائه وأجداده ، الصّيد الغر الميامين ، والسلام
حمى الله الأردن ، وعاش الملك
بقلم الدكتور محمود سليم هياجنه
ممنوع وضع اى ايميل
المفضلات