زاد الاردن - طالب رجال من الأمن العام الإسلاميين والناشطين في النقابات المهنية ومؤسسات المجتمع المدني وحركة اليسار، إعطاءهم استراحة من المسيرات والاعتصامات و"لو لجمعة واحدة"، حتى يتمكنوا من قضاء عطلة نهاية الأسبوع مع أطفالهم وعائلاتهم.
وأكدوا أنه ومنذ قرابة الشهرين وهم يقضون يوم الجمعة على رأس عملهم في حماية المتظاهرين، وتحديدا التي تنطلق بعد صلاة الجمعة من أمام المسجد الحسيني بوسط البلد في عمان، الأمر الذي يمنعهم من استغلال عطلة نهاية الأسبوع في قضائها مع عائلاتهم.
وأعرب أحد ضباط شرطة إقليم العاصمة عن فرحه وسروره من إعلان الحركة الإسلامية أن مسيرة يوم الجمعة المقبل ستكون في منطقة الكرامة بالأغوار الجنوبية، وذلك استكمالا للحراك الاجتماعي الاحتجاجي الذي بدأته الحركة منذ أشهر واحتفاء بذكرى معركة الكرامة التي صادفت أمس.
وقال "أعتقد أن الفرصة ستكون سانحة حتى ألتقي أطفالي يوم الجمعة المقبل"، متمنيا أن تحذو حركة اليسار نفس إعلان الحركة الإسلامية، وتبقى الأجواء "هادئة أمام المسجد الحسيني حتى ولو لجمعة واحدة".
ويؤيده في ذلك زميل آخر له، قائلاً "منذ عشرة أسابيع وأنا أتمنى لقاء الأهل والأصدقاء في عطلة يوم الجمعة، كون الظروف الأمنية لا تتيح لي مغادرة عملي في نهاية الأسبوع"، مؤكدا أنه قرر الخروج بنزهة مع أسرته وأطفاله يوم الجمعة المقبل.
ويشير رجل أمن إلى أنه مكلف وزملاءه بحماية المسيرات والاعتصامات، فهم مسؤولون عن كل كبيرة وصغيرة تحدث أثناء الفعالية، مؤكدا أنهم يفرضون حماية حثيثة وناعمة بذات الوقت حتى "لا يفتح المجال للمخربين من دخول الفعالية وتعكيرها".
وأضاف "نحن لسنا ضد الفعاليات، ولكن لا نعرف السبب من وراء إقامة معظم الفعاليات أمام المسجد الحسيني، فهي منطقة تجارية شبه مغلقة ومكتظة وتتسم أيضا بصعوبة الحركة".
وفي هذا السياق، يقول عضو المكتب التنفيذي في حزب جبهة العمل الإسلامي مراد العضايلة إن منطقة المسجد الحسيني "أصبحت عنوانا ومكانا معروفا لدى المشاركين في المسيرات".
وبين أن هذه المنطقة متوسطة ومكان معروف للجميع، والناس تتواجد فيها بسهولة، خاصة وأنها أحد عناوين العاصمة، مؤكدا أن حالة المسيرات "لن تنتهي حتى يتم تلبية مطالب المعارضة بالإصلاحات والتغيير".
من جهته، يقول رئيس لجنة مقاومة التطبيع المهندس بادي الرفايعة "لقد حان الوقت للعمل والإصلاح والتغيير، ومن الصعب المطالبة بقضاء الإجازات"، لافتاً إلى أن اختيار منطقة المسجد الحسيني لإقامة المسيرات"أصبح قضية رمزية".
وأشار إلى أنه في كل دولة هناك رمزية في مكان معين يجتمعون فيه لاعتصام أو غير اعتصام، ليصبح تقليدا يعبر الناس فيه عن آرائهم.
ففي بريطانيا يذهب الناس إلى منطقة في لندن تدعى "هايد بارك" لإلقاء كلمات تعبر عن رأيهم، وفي مصر يلجأون إلى ميدان التحرير، حتى ما قبل الإسلام كان الناس يتوجهون إلى سوق عكاظ، وفق الرفايعة الذي قال إنه من حق الأردنيين أن يكون لهم مكان واضح للتعبير عن آرائهم ويكون عنواناً لحريتهم.
يشار إلى أن ساحة المسجد الحسيني، كانت مكانا يستخدم لتنفيذ أحكام الإعدام أيام خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
المفضلات