تسير دقائق الخريف ... تدور على غير محورها ... تمتص عصارة الأيام ... وتغرس في قلب الأكيد اصفرار حتمها ... تدمي عيو فرحتي ... تختلسها ... تفترسها ... وتلتهم بقاياها ... وتبقي لي بقاياي الكسير ... أحلامي تتزاحم في عنق زجاجة ... أجتر كل أحلامي و أتقيأها ... مازلت انتظر الغد دون عتاد ... سوى سلحفاة عرجاء ... مازالت تصر على أن تتابع اللحظات معي ... تلح عليّ السير خلفها ...تهمس في أذني ...لا تحاولي أن تتخطيني... فتضل قدماك... وتأخذك ظبية لعوب... تهوي بك في قاع الويل... كلامها يخيفيني ... أكره كل الظباء ... لن أسير الا خلف عرجتك ... أثق بها حد الاستسلام ... اتبع آثارها في طريقي ... أتلمسها ... و أسير خلفها عمياء ... أتجرع سقوط الخريف ...وأدوس بقايا الربيع ...تتقافز أرانب العمر أمامي ... وتسير بعيدا ... وما زلت أسير خلف دليلي ... تهرب عصافير حلمي ... وتختفي خلف غيوم الأ مس ... وما زلت اسير وراء سلحفاتي ... سلحفاتي حكيمة حد الفلاسفة ... تسير بثقة ... وأتخبط خلفها على غير ضلال ... نظراتها بعيدة المدى ...إصرارها يخنق إرادتي ... وعنادها يفقدني حيلتي ... تتعثر الآه في فمي ... ولا تتعثر سلحفاتي ... تنصهر الحسرة في موقد الأيام ... و لا تنصهر عزيمة سلحفاتي ... السقوط مازال يسقط ... والمقصلة تحاصر الجبل ... تتضخم بحجم الاتنقام ... الانتقام لا يعرف أباه ... وضعته أمه في سوق النخاسة ... أضحى لقيطا ... لم يذق حلاوة الأبوة ... مقصلته تزداد تعملقا ... الجبل يلتف حول المقصلة ... يحاصر حصارها يعلو عليها ... تستحي ... تواري وجهها عارا... يكبر الانتقام... يملأ سوق النخاسة ... ينجب حقدا أسودا ... المقصلة تزداد ارتفاعا ... لا تصل الى قمة الجبل التي طالت وطالت ... حتى لامست النجوم ... يختنق الانتقام ... يمزق ربطة عنقه ... يقطع أزرار كذبه ... يضيق الفضاء ... تصرخ المقصلة ألما ... سوق النخاسة يضج باللقطاء ... وتسير سلحفاتي العرجاء... تتعب ... تجلس تحت ظل نخلة شامخة ... تهذي ... المسير ... يجب أن نكمل المسير ... أسألهاسؤال الضائع ... أيهما أفضل ، الجبل أم المقصلة ؟؟؟ تقفز قفزة الملدوغ ... المسير ... يجب أن نكمل المسير.
المفضلات