قتل سبعة أشخاص على الأقل وأصيب اثنا عشر آخرون في هجوم انتحاري استهدف مركز شرطة في حي العامل جنوب العاصمة العراقية بغداد، وقد نفذ الهجوم باستخدام سيارة مفخخة.
كما افادت مصادر الشرطة العراقية بانفجار سيارة مفخخة استهدفت دورية لقوات الشرطة في منطقة ساحة ميسلون شرق بغداد ما اسفر عن اصابة ستة من عناصر الدورية.
ومن ناحية اخرى، قالت مصادر عسكرية في قيادة عمليات محافظة ديالى العراقية ان اوامر عسكرية عليا صدرت بسحب بطاقات تراخيص حمل السلاح الممنوحة لمقاتلي الصحوة في بعض مناطق المحافظة.
وقد اثارت هذه الخطوة غضب قادة الصحوات الذين هددوا بوقف التعاون مع القوات الامنية الرسمية.
وقال متحدث من قيادة عمليات ديالى طلب عدم ذكر اسمه : "اليوم تسلمنا امرا من قيادة القوات البرية في بغداد يأمر فيه بسحب كل باجات (بطاقات تراخيص) مقاتلي الصحوة في ديالى والتي تجيز لهم حمل السلاح واستبدالها باخرى لا تجيز لهم حمل السلاح".
واضاف المتحدث: ان اعضاء الصحوات يعدون من المدنيين "لذا ليس من المنطقي السماح لحوالي 10 الاف شخص بحمل الاسلحة في المحافظة".
وقال خالد اللهيبي قائد صحوة ديالى "اذا لم يتم التراجع عن هذا القرار والغاؤه واعادة الباجات القديمة لنا فاننا سنعلن وقف التعاون مع القوات الامنية."
واضاف متسائلا " كيف يمكن ان نعمل ونحن غير مخولين بحمل السلاح. كيف سنتمكن من حماية انفسنا على الاقل"؟
"ابناء العراق"
وكانت مجالس الصحوات او كما يطلق عليهم من قبل الجيش الامريكي "ابناء العراق" قد شكلت في عام 2006 في ذروة الاقتتال الطائفي بدعم وتمويل الجيش الامريكي.
وشكلت هذه المجالس بجهود وتعاون من ابناء العشائر السنية ورؤساء العشائر لمقاتلة عناصر تنظيم القاعدة في العراق والمساهمة في عودة الامن لمحافظاتهم بعد ان عجزت القوات الامريكية والعراقية على حد سواء في فرض الامن في تلك المحافظات التي كانت تقع تحت سيطرة المجموعات المسلحة السنية ومجاميع القاعدة.
واسهم رجال الصحوات بشكل كبير في استتباب الامن في المناطق السنية، وفي مطاردة عناصر القاعدة التي كانت تجد في مناطقهم ارضا خصبة لعملها.
ومع استتباب الامن في العراق بشكل ملحوظ وتوقيع الاتفاقية الامنية بين العراق وامريكا طالبت الحكومة العراقية من الجيش الامريكي بتسلميها ملف الصحوات.
ومع تسلم هذا الملف اعلنت الحكومة العراقية عن برنامج يهدف الى امتصاص الاعداد الكبيرة من عناصر الصحوات من خلال ضم نحو عشرين بالمئة منهم الى القوات الامنية وضمان توفير فرص عمل مدنية للمتبقين منهم.
فرص عمل
ووعد القادة العراقيون حينها بتوفير وظائف حكومية لحوالي 90 الف عنصر من اعضاء الصحوات، وتم ضم حوالي 42 الف شخص منهم في الوزارات العراقية طبقا لتصريحات مسؤولين عراقيين.
بيد ان تنفيذ هذا البرنامج رافقه العديد من المعوقات والانتكاسات وهو ما أثار جملة اعتراضات وانتقادات شككت بمصداقية الحكومة في تنفيذ هذا البرنامج من عناصر الصحوات.
وتعد محافظة ديالى احدى اكثر المناطق العراقية توترا وعنفا وغالبا ما تشهد انفجارات وعمليات عنف وقف تنظيم القاعدة وراء الكثير منها.
وكان اخرها في 12 مايو/ايار شهدت محافظة ديالى انفجارا داميا في سوق شعبي في مدينة الخالص عندما انفجرت سيارة معبأة بالمتفجرات مما ادى الى مقتل مايقارب ثلاثين شخصا واصابة نحو 80 اخرين.
وكان اتهامات تواجه الى بعض اعضاء الصحوات بالمسؤولية عن مقتل جنود امريكيين او من القوات الامنية العراقية قبل انضمامهم الى الصحوات.
وكان العديد من قادة وافراد الصحوات قد تعرضوا بعد تسلم السلطات العراقية لملفهم للاعتقال وللسجن بتهمة التنفيذ والتخطيط لعمليات قتل وانفجارات وقعت في اماكن عديدة في البلاد.
كما كانوا ايضا اهدافا لحملة اغتيالات وتفجيرات قتل فيها اكثر من 100 شخص من عناصرهم.
المصدر:
BBC
نشرت في 2010-06-06
المفضلات