للشباب و الشابات الغير عاديين !!!
إن مرحلة الشباب أهم مرحلة في حياة الإنسان و هي مرحلة النشاط و الحركة و إثبات الذات و تحديد الاتجاه و المصير
ففيها يقف الشاب و الشابة على مفترق طرق
فهي مرحلة الحيرة و الضياع و التشتت لأنه يعيش في حياة مليئة بالصخب و هي أشبه ما يكون بسوق الحراج أو المزاد العلني فالكل يدعوه لعنده و يغريه بشتى الوسائل و الحيل
و هنا ينقسم الشباب و الشابات إلى أربعة تيارات :
- تيار تقليدي
- و تيار يميني معتدل
- و تيار يميني متطرف
- و تيار يساري
و يمكن تصنيف هذه التيارات إلى صنفين صنف عادي و هو التيار الأول وغير عادي و هم الثلاثة تيارات الأخيرة
و أود أن أبدأ بالتيار الأخير و هو التيار الغير عادي اليساري لخطورته
و دعاة هذا التيار كثر و هم الأشد صخباً و الأعلى صوتاًلأنهم مدعومين بآلة إعلامية ضخمة و رأسمال ضخم و قوة كبيرة و وسائل إغراء متعددة تميل إليها النفس الشهوانية
و هم دعاة التحرر من القيم و الأخلاق الفاضلة
و دعاة الجري وراء صرعات الملابس و قصات الشعر التي لا تناسب حضارتنا و قيمنا العربية و الإسلامية الأصيلة
و دعاة لفت الأنظار بطرق غير صحيحة و مؤذية مثل التفحيط و غيره
و هؤلاء الدعاة عرفوا جيداً هذه المرحلة من مراحل العمر حيث يكون الشباب و الشابات كتلة من الحماس و الشهوات و حب التميز و العطاء و رغبة جامحة في إثبات الذات و لفت الأنظار .
و هؤلاء الدعاة لا يهمهم سوى جيوبهم و شهواتهم و قد عرفوا نقطة ضعف الشباب فاستخدموا النساء لتسويق منتجاتهم
و اسمحوا لي يا شباب و يا شابات ممن وقعوا ضحية هؤلاء الدعاة ان أقول لكم و بكل ود و صراحة
إن من حقكم إثبات ذواتكم و أن تكونوا رقماً في هذا المجتمع
و حقاً إن المجتمع مقصر في حقكم فلم يوفر لكم الطرق المشروعة لإثبات ذواتكم
و الدعاة أيضاً مقصرون بحقكم فلم يعرفوا لغتكم ليخاطبوكم بها لأن لكل جيل لغة خاصة به يستوعبها .
و المنفرون من الدين المنغلقون المتقوقعون يتحملون جزء من المسئولية في خطأكم أيضاً .
و لكن هذا لا يعفيكم من المسئولية فقد منحكم الله العقل الذي تميزون به بين الخير و الشر
و العاقل قبل أن يسير في اي اتجاه يفكر فيه جيداّ و لا يسير وفق عواطفه و شهواته و وفق ردات الفعل الاستفزازية و خاصةً عندما يكون هذا الطريق مفصلي و محوري في حياته و بالتالي مصير أمته .
و قد سلكتم الطريق الخاطئ للسعادة و إثبات الذات و التميز و خدعتم بالتنك المطلي الذي سينكشف أمره عاجلاً ام آجلاً و لكن ربما بعد فوات الأوان
و العمر لا يتسع لهكذا تجارب و لو أمعنتم النظر بما يدور داخل تلك المجتمعات التي سلكت هذا الطريق لاعتبرتم بدل أن تنخدعوا فالعاقل من اتعظ بغيره .
و هذا الطريق الذي سلكتموه يسبب لكم و لمجتمعكم الأضرار التالية:
- يغضب ربكم و حبيبكم أبو القاسم صلوات الله عليه الذي أنتم بجواره لأن التقليد الأعمى للآخر منهي عنه و الكثير يغبطكم على هذه النعمة و أمنية الكثير من المسلمين أن يتشرفوا بهذه البقاع الطاهرة فهل يرضيكم أن يراكم ضيوف حبيبكم بهذا المظهر فهم يتوقعون أن يروا أحفاد صحابة رسول الله في أحسن حال و على خطى الحبيب المحبوب صلوات الله عليه .
- إتلاف الكثير من أموالكم و أموال آباءكم
- الإضرار بسمعة عائلتكم لأنكم خالفتم قيم مجتمعكم العالية و استبدلتموها بأدنى منها ( أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ) .
- الإضرار بسمعة مجتمعكم بشكل عام فهذا لا يناسب هذا البلد المبارك الطاهر .
- و هذا يدل على انهزام فكري و حضاري فهل ترضون بالهزيمة و أنتم الشجعان في التغيير و لكنكم استعملتموها في الطريق الخاطئ.
و انتم بين أيديكم ذهباً خالصاً في شكل سبائك و هو هذا الإسلام العظيم و تمتلكون الشجاعة و الإرادة الكافية للتميز فبإمكانكم أن تصنعوا من هذا الذهب قطع ذهبية مميزة و ملفتة للانتباه و مفيدة لكم و لأمتكم و للعالم أجمع بان تطبقونه على أنفسكم باعتدال و تفهمون معانيه السامية - ليس كما فهمه الأرهابيون - فتتذوقونه و تسعدون به و تكونون نماذج غير عادية للعالم أجمع في هذا الزمن الصعب .
فالعالم الآن يأن مما هو فيه من العذاب بسبب سيادة المادية و التحلل وهو بأمس الحاجة لمثل هذه النماذج الخيرة المعطاءة .
و عذراً إن أخطأت التعبير فإني لا أبتغي إلا الخير لكم و أتمنى راحة قلوبكم و طمأنينة نفوسكم و رفعة قدركم في مجتمعكم و جنة عرضها السموات و الأرض في آخرتكم .
كاتب المقال:عبد الحق صادق
المفضلات