مجلة الراصد
"الفضائيات الشيعية التبشيرية" كتاب جديد للباحث المتخصص الهيثم زعفان، وقد صدر عن مركز التنوير للدراسات الإنسانية سنة 1431 هـ - 2010 م، والكتاب هو دراسة وصفية للقنوات الفضائية الشيعية الناطقة باللغة العربية على القمر الصناعي المصري (النايل سات) والموجود بعضها على القمر الصناعي العربي (العرب سات) مع تحليل لمحتوى قناة الكوثر الإيرانية.
عرض الكاتب في مقدمته لحالة من الجدال داخل الصف السني بين من يرى أهمية التنبيه إلى خطورة النشاط الشيعي التبشيري، ومن ثم التصدي له، وبين من يرى أنه لا داعي للحديث عنه، أو إعطائه أهمية، إذ يرون أن أركان تلك الفرقة المعروفة بالشيعة أوْهن من بيت العنكبوت، وأن أغلب معتقداتها تفتقد لأبسط قواعد القبول العقلي، لكن الزعفان ينتصر للرأي الأول الذي يرى في التشيع خطراً شديداً على العالم الإسلامي، وكتابُه يمثل تعليلا لضروة طرح خطر التبشير الشيعي المعاصر.
كما تناول الكاتب في الجزء الثاني من مقدمته لبعض الاستراتيجيات التي تستخدمها القنوات الشيعية في التبشير بالتشيع وهي:
* تجنّب السب المباشر للصحابة وزوجات رسول الله – صلى الله عليه وسلم - في الوقت الذي تطرح فيه المغالطات والأكاذيب والافتراءات التاريخية حولهم.
* محاصرة المشاهد بجرعة مكثفة من اللطميات ومجالس العزاء والممارسات الشيعية المصحوبة بالمؤثرات الصوتية والبصرية المبكية.
* تركز القنوات الشيعية على تقديم جرعة مكثـفة من البرامج الشيعية الموجهة للأطفال سواء كانت في قنوات مخصصة للأطفال، أو برامج متفرقة في القنوات، وجميعها مصاغة وفق رؤية عقدية شيعية تنجرف بالأطفال غير المراقبين من الآباء.
* تتعمد القنوات الإيرانية وخاصة فضائية "الكوثر" اتباع أسلوب تبشيري لئيم، عبر جرعة مكثفة من البرامج المتنوعة والمسلسلات والأفلام المدبلجة، وجميعها تتبع سياسة الموج الهادئ الذي يسحب السباح غير الماهر إلى مناطق غرق مؤكدة.
* تقديم جرعة من البرامج الممجدة للثورة الخمينية والممهدة لما أسموه بالدولة الإسلامية العالمية.
ويقع الكتاب في فصلين، الفصل الأول هو دراسة وصفية للقنوات الشيعية الناطقة باللغة العربية، حيث عرض لـ 33 قناة شيعية من حيث التبعية، الإدارة والتمويل، أهم المؤشرات الطائفية. ومن هذه القنوات:قناة الثقلين، هادي tv للأطفال([1])، المنار اللبنانية، قناة فورتين (المعصومون الأربعة عشر)، قناة الغدير..، وبيّن خطورة القنوات الشيعية جميعاً وخاصة ما يتعلق منها بالأطفال مثل قناة هادي، وذكر بعض الشواهد التي تم رصدها من محتواها الضئيل لأنها مازالت في البث التجريبي، منها:-
1) يلاحظ على القناة أنها تأتي كل صباح بدعاء باسم اليوم كدعاء الاثنين والسبت وهكذا وهذه عادة شيعية يتم فيها تخصيص دعاء معين لكل يوم من أيام الأسبوع.
2) شريط الرسائل بالقناة فيه تمجيد شديد ومستمر لحسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله الشيعي.
3) تقدم القناة أفلاماً كرتونية للأطفال عن قصص الأنبياء، وفيها تجسد الأنبياء بشخصيات كرتونية، وفي (ديسمبر 2009م) عُرض بالقناة فيلم يجسد شخصية سيدنا إبراهيم عليه السلام.
4) تقدم القناة أنشودة لترغيب الأطفال في الصلاة، وتعرض الأنشودة طفلة صغيرة تصلي، وعند السجود تسجد على حجر صغير، وفي ذلك تدريب للأطفال على الصلاة وفق الاعتقاد الشيعي المزعوم بضرورة الصلاة على حجر وأن أفضل الأحجار عندهم هي ما كانت مصنوعة من طينة كربلاء.
أما الفصل الثاني: فقد خصصه المؤلف لتحليل محتوى قناة الكوثر الإيرانية، من خلال:
1- تحليل محتوى أخبار القناة لشهر سبتمبر 2009م.
2- تحليل محتوى البرامج.
3- تحليل محتوى الدراما الشيعية الاثنى عشرية.
وأوضح الكاتب أن تحليل محتوى الدراما الشيعية وبخاصة الإيرانية يكشف بوضوح خطورة الزحف الشيعي التبشيري الممنهج، والآتي عن طريق تلك الوسيلة المثيرة لفضول عامة الناس المفتونين في الأساس بالدراما سواء كانت أفلاماً، أو مسلسلات شرقية، أو غربية بغض النظر عن المحتويات الانحلالية والعلمانية لتلك الدراما.
وأبرز تلك السموم الشيعية التي يمكن أن يرصدها المدقق السني ذو المرجعية العقدية والدراية العلمية:
* تشويه صورة الصحابة الكرام وخاصة من ولي منهم أمرًا من أمور المسلمين، بطريقة تجعل المشاهد غير المحصن لا ينتقد ويطعن ويسب الصحابي فقط، بل يطعن في خليفة المسلمين الذي أسند مهام تلك الولاية للصحابي الجليل، وفي الغالب يكون الخليفة أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم جميعًا.
* التركيز على نقاط اجتهاد الصحابة التي جانبهم فيها الصواب، و وتضخيمها والمبالغة في النتائج التي ترتبت عليها بطريقة تشعر المشاهد أن هناك فتنة عظيمة حدثت جراء هذا الاجتهاد وتمتد آثارها لواقعنا المعاصر.
* تسفيه منجزات الصحابة والتابعين في فتوحاتهم الإسلامية، وإظهارهم كطامعين ومتمتعين بالغنائم وغارقين في الملذات والشهوات.
وقدم المؤلف في الخاتمة مجموعة من التوصيات للحفاظ على عقيدة أهل السنة، وحراسة الأمن القومي للبلاد السنية من مخاطر الفضائيات الشيعية المنطلقة من على أقمارنا الصناعية ومن هذه الخطوات:
1- ضرورة قيام حكومات البلدان التي تمتلك القمرين الصناعيين العرب سات، والنايل سات بالوقف الفوري لتلك القنوات التبشيرية الشيعية وإلغاء التعاقدات معها.
2- تشكيل لجان فحص تضم خبراء حاذقين بالشأن الشيعي مهمتها رصد وصد الاختراق الشيعي لإعلام البلدان السنية، ومنع أي محاولة شيعية للتسلل للأقمار الصناعية السنية تحت أي مسمى.
3- تكثيف الجرعات الإعلامية لتوعية أهل السنة بخطورة المد الشيعي، وفساد أطروحاتهم العقدية، وبيان مواقفهم الفاسدة من القرآن والسنة والصحابة وأمهات المؤمنين رضي الله عنهم.
4- حفاظا على وحدة واستقرار الأسر السنية بالحفاظ على عقيدة أبنائها، يجب على أولياء أمورها حذف وليس تشفير كافة القنوات الشيعية من على أجهزة الاستقبال المنزلية، وذلك حتى تنتهي الأقمار الصناعية من إلغاء تلك القنوات.
5- إصدار علماء السنة الثقات إجمالاً بياناً موحداً يُذكر فيه ضلالات الشيعة في صورة نقاط محددة، ويشرف على إعداد واعتماد البيان جهة ذات ثقة وثقل رسمي وشعبي مثل مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف، وبذلك يكون بيان علماء السنة الثقات الموحد حول ضلالات الشيعة بمثابة مرجعية لكل من يريد فهم المسألة الشيعية، وذلك حتى يتم تحييد الجماهير السنية عن هذه المعركة الفارسية ذات الأبعاد المذهبية.
المفضلات