خيم الهدوء نسبيا على مدينة كربلاء جنوب بغداد التي أحيت ذكرى مقتل الإمام الحسين بن علي (رضي الله عنه) بمشاركة مئات الآلاف من الزوار الشيعة. ووقعت حوادث متفرقة لكنها ضئيلة مقارنة بالسنوات الماضية، وهو ما اعتبرته القوات العراقية بمثابة اختبار ناجح لها خاصة وأنها تستعد لتولي المسؤولية بعد انسحاب خمسين ألف جندي أميركي خلال عام.
ووضعت القوات العراقية في حالة تأهب تحسبا لأي طارئ وانتشر ما يزيد عن ثلاثين ألفا من أفراد الأمن في كربلاء ومنعوا السيارات من دخولها كما حلقت مروحيات.
واحتشد أكثر من مليونين من الزوار الشيعة عند ضريح الإمام الحسين بكربلاء لإحياء ذكرى عاشوراء. وتعد زيارة المدينة خلال عاشوراء من أبرز المناسبات الدينية لدى الشيعة ويصلها كثيرون سيرا على الأقدام من مناطق متفرقة في العراق.
وقال رئيس مجلس محافظة كربلاء محمد الموسوي إن الإحصاءات الرسمية تشير إلى دخول أكثر من مليوني زائر عراقي و248 ألف زائر أجنبي مدينة كربلاء. وكشف أن قوات الأمن اعتقلت 14 مشتبها فيهم في محيط المدينة وضبطت أربعة منهم كانوا يزرعون قنابل على الطرق.
وأكد مسؤول في شرطة كربلاء أن الإجراءات الأمنية ستبقى قائمة إلى غاية تأمين عودة الزوار الشيعة إلى بيوتهم.
اعتقالات
السلطات العراقية قالت إن أكثر من مليوني عراقي و248 ألف زائر أجنبي شاركوا بإحياء عاشوراء بمدينة كربلاء (الأوروبية)
من جهتها أعلنت السلطات العراقية صباح اليوم اعتقال ثمانين شخصا قالت إنهم مرتبطون بتنظيم القاعدة، وإنهم كانوا يخططون لمهاجمة المشاركين بإحياء ذكرى عاشوراء بمدينة كربلاء، مشيرة أيضا إلى إصابة بعض الأشخاص في شمال ووسط العاصمة بغداد جراء حوادث متفرقة.
وذكر شهود عيان أن أربعة عراقيين أصيبوا بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت تجمعا للشيعة خلال إحيائهم عاشوراء في منطقة الزعفرانية جنوبي بغداد.
وفي محافظة ديالى شمال شرق بغداد أعلن ناطق باسم الشرطة العراقية اعتقال امرأة قال إنها تنتمي إلى تنظيم القاعدة قبل محاولتها تفجير نفسها مستهدفة إحدى الحسينيات وسط مدينة بعقوبة.
وقال الرائد غالب عطية إن الشرطة تمكنت من إفشال العملية بناء على معلومات استخباراتية من مداهمة معقل وصفه بالمهم للقاعدة في حي التحرير وسط بعقوبة، مشيرا إلى تمكن قوات الشؤون الداخلية والأمن في نفس المدينة من ضبط مخبأ للأعتدة والعبوات الناسفة في أحد البساتين.
محنة المسيحيين
الهجوم على كنيسة سيدة النجاة ببغداد أجبر آلاف المسيحيين على الهجرة (الفرنسية-أرشيف)
ومن جهة أخرى، أدانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ما سمته الهجرة الجماعية لآلاف المسيحيين منذ الهجوم الذي استهدف في 31 أكتوبر/تشرين الأول كنيسة سيدة النجاة ببغداد، وهو الهجوم الذي تبنته ما تعرف بدولة العراق الإسلامية.
وقالت ناطقة باسم المفوضية إنه منذ ذلك الهجوم بدأ المسيحيون في الموصل وبغداد بهجرة جماعية، مشيرة إلى وصول حوالي ألف عائلة مسيحية إلى كردستان منذ نوفمبر/تشرين الثاني.
وأوضحت مليسا فلمينغ أن الآلاف من مسيحيي العراق هربوا من منازلهم ولجؤوا إلى مناطق أخرى من العراق أو إلى الخارج.
المصدر: وكالات+الجزيرة
المفضلات