انسحب بهدوء من الدنيا ليلتحق بشقيقه الذي سبقه للانتحار قبل 8 شهور
السوسنة
جهاد دراوشة - قبل 8 شهور انتحر الأول وعمره «24 سنة « مشنوقا بواسطة سلك كهربائي لفه حول رقبته وعلق جسده على عمود كهرباء ويوم أمس الأول انتحر شقيقه «22 سنة « بعد ان تجرع مادة « اللانيت « السامة مخلوطة بعصير البرتقال.
العائلة التي تعيش في إحدى بلدات محافظة مكونة من 16 فردا ذكورا وإناثا منهم المتزوج ومنهم من لا يزال ينتظر تحسنا ملموسا في الظروف فيما الوالد المتزوج من اثنتين ناهز عمره الثمانين عاما ويسكن وزوجتيه وافراد اسرته بالايجار.
اللافت في حادثة انتحار الاول كما رواها « للرأي « شقيقه الاكبر ان « الاول هو الوحيد غير المدخن في العائلة وهو الذي بدأ يصلي قبل اسبوع تقريبا وهو الذي انتحب على فقدانه اصدقاءه وجيرانه لانه طيب جدا « على حد تعبيره «.
وقال شقيقه انه خرج من المنزل بعد ان صلى الظهر متجها الى مزرعة القثاء التي استاجر ارضها وقام بزراعتها وبدأت تدر عليه مردودا يتراوح مابين 50 الى 60 دينارا يوميا مشيرا الى انه تبين انه اشترى وهو في طريقه الى المزرعة « اللانيت « والعصير والماء.
وزاد انه تاخر حتى الساعة التاسعة مساء على غير عادته مما ولد قلقا لدى العائلة بدأ يتزايد كلما تحركت عقارب الساعة وان الاتصالات الهاتفية على هاتفه الخلوي المتكررة لم تكن تجد من يجيب مما دعا العائلة الى الذهاب الى المزرعة ليجدوه متوفيا وبجواره « اللانيت « والعصير والماء.
انسحب المتوفى بهدوء من الدنيا بلا ازعاج وربما مثابرته على الصلاة في الاسبوع الاخير لوفاته كانت بمثابة التوبة النصوح عن 12 عاما كان مكلفا بها بالصلاة.
لايعاني المتوفى الدارس لغاية السادس الاساسي من اية امراض نفسية او عصبية ويتصف بالطيبة التي جعلته محبوبا من الجميع وانه لا يوجد تفسير لما اقدم عليه كما يقول شقيقه.
وقال انه مختلف تماما عن شقيقه الذي توفي قبله اذ ان الاخير كان يعاني من بعض الامراض العصبية والنفسية.
واشار شقيقه الى ان الظروف الاقتصادية هي التي دفعته الى الانتحار لان بقية اشقائه غير موظفين « وانني الوحيد الموظف فيهم وان الاعمال الحرة الموسمية لا تسد الرمق لاسرة كبيرة كعائلتنا مثلما هو حال الاعمال الحرة غير المدعمة بالخبرة الكافية لنجاحها «."الراي"
المفضلات