دقت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل تزاحمت ظنوني وذكريات الندى مع سراب الأيام ، فتطاول ضوء القمر لينير باقي شرفات البعد الرابع من أفكاري وعلى شرفة من شرفات قلبي جلس الحق والضمير حول طاولة عليها بعض الفناجين المطروحة للتداول !!!
وبدأت الجلسة .....
الحق : سيدي القلب أنت وحدك الحقيقة التي لا شك فيها تنبض وتحب دون أي تسلط من احد وبلا مقابل ولنزاهة محكمتكم الموقرة أطالب بإدانة الضمير الذي سلب مني إرادتي وسيادتي فأصبحت تابعا له ولرغباته الجنونية التي تتعدى حدود المنطق هل يعقل بان يضيع الحق بين البشر .
سيدي القلب إن محكمتكم الموقرة لا تعلم بان الضمير يتبع الموضة ويتلون ويرتدي الأقنعة حتى ساد الظلم ونزلت الدموع على الوسائد كل دمعة تروي قصة ضمير خادع تجبر وظلم .
لذا أطالب بإعادة سلطتي وسيادتي عليه وعلى غيره ممن تسول له نفسه بطمسي عن الوجود.
الضمير : سيدي القلب كلامه مردود عليه فالحق نسبي فما تراه حق أراه باطل وكما أريد أنا سيكون فانا حر افعل ما شئت بل يجب ان يبقى تابع لي .
محكمة: وقف الحق والضمير أمام القلب للنطق بالحكم
القلب : وفقا للأدلة المقدمة من الطرفين ودون تحيز لنزاهة محكمتنا الموقرة حكمت المحكمة حضوريا بإعادة الحق لأصحابه ولو بعد حين وإطلاق صراح الضمير لوجود بعض الضمائر الحية وبضمان محل الإقامة ودفع غرامة بان يشعر بالعذاب كل ليله على ما تقترف يداه من ظلم .
ونمت ليلتي بعد ذلك الحكم العادل بهدوء وسعادة لان حقي لن يضيع وسيعود لي يوما ما وسيعلم كل من ظلمني بأنه لن ينام !!!!
المفضلات