عندما يتجاوز الشباب مرحلة المراهقة ،تلعب الرغبة في التنقل والحركة دورا كبيرا في محاولات تعبيرهم عن استقلالهم ، وذلك من خلال قيادة سياراتهم الخاصة ، ولكن تلك المركبات التي تكون عادة ذات أسعار منخفضة أثارت مخاوف بشأن سلامة ركابها.
وكشفت دراسة ألمانية حديثة أن معظم الشباب في الفئة العمرية (18 - 25 عاما) يقودون سيارات صغيرة مستعملة نسبة ضئيلة منها فقط مزودة بأنظمة سلامة عصرية مثل برنامج الثبات الإلكتروني التي تخفض بشكل كبير من معدلات الحوادث عبر تجنب الانزلاق على الطرق والمنحنيات المبتلة.
وتعتبر حوادث الطرق السبب الأكثر شيوعا للوفاة بين الشباب في جميع بلاد العالم تقريبا. ويظهر تقرير '' الشباب وسلامة الطرق '' الذي أعدته '' منظمة الصحة العالمية '' أن عدد الوفيات بين الشباب الناتجة عن الإصابة بأمراض وبائية مثل مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) لا يصل إلى عدد الوفيات الناتجة عن مقتل الشباب بفعل حوادث الطرق. كما تعد حوادث الطرق السبب الرئيسي للوفاة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 19 عاما. ولا يمكن للشباب تحمل تكاليف شراء سيارة مرتفعة الثمن و أكثر أمنا سوى بعضهم الذين لديهم وظيفة ودخل ثابت ، حيث أن معظم الشباب الآخرين يحصلون على ثمن السيارة من خلال الادخار أو الحصول على الأموال من آبائهم. ولكن السيارات التي يزيد أعمارها عن عشرة أعوام غالبا ما يتم إهمال صيانتها ، خاصة في الأجزاء الأكثر أهمية منها مثل الفرامل والإطارات. وأحيانا تنهار السيارات القديمة رخيصة الثمن التي تعرضت لأضرار خلال حادث وتم إصلاحها بصورة رديئة تقريبا عندما تتعرض إلى حادث مجددا ، الأمر الذي يكون له عواقب مميتة على ركابها. وكشفت الموجة الأخيرة من الحوادث التي أودت بأرواح العديد من الشباب في الطرق الواقعة بالمناطق الريفية الألمانية أنهم يسافرون 300 كيلومتر على الأقل في ليلة واحدة يقومون فيها بالترويح عن أنفسهم. وغالبا ما يصاحب ذلك تناول المواد الكحولية وعدم الحصول على قسط من النوم وتراجع معدلات التركيز في الطرق الفردية و الممتدة لمسافات طويلة.
المفضلات