السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[img2]http://www.mwrqat.com/up/uploads/images/mwrqatb0246b2e3a.gif[/img2]
البصر النعمة التي تتمنَّاها ضريره ؛ لترى الكون الفسيح، وترى وجْه أبٍ حنون، وأمٍّ عطوف.
ترى جمال الكون الذي يُسبِّح لله بلا مَللٍ ولا كللٍ.
ترى صفحات مصحف هو كلام ربِّها ومعجزة نبيِّها - صلى الله عليه وسلم - الخالدة.
ترى طريقًا تسير فيها، فلا تحتاج لمن تعينها ومَن تساعدها، ومن تشفق عليها.
أختي، هل تملكي البصر؟
ردديها بصدق من قلبك: الحمد لله على نعمة البصر.
ومن الناس مَن يعيش بلا سمعٍ، ترى شِفَاهًا تتحرَّك، ولكنَّ الكلمات لا تُلامس أُذنَها، والمعنى لا يتضِح.
تتمنَّى أنْ تسمع كلام الله، فتحلِّق بإيمانها درجات ودرجات.
تتمنَّى أن تسمع صوتَ أبٍ قد يقسو عليها حينًا، ولكنه يحبُّها ويقدِّم لها النُّصح والتوجيه.
تتمنَّى أن تسمعَ صوت أُمٍّ تكلِّمها وتُسامرها.
تتمنَّى أن تسمع ما يقول الناس، فهي تراهم وترى تفاعُلَهم مع حديثهم، ولكنها لا تفهم شيئًا.
أختي هل تسمعي مَن حولك؟
ردديها بصدق من قلبك: الحمد لله على نعمة السمع.
ومن الناس مَن فقَدَ الصحة، فجسمها عَليل ومُكوثها على السرير طويل، تعاني مرضًا أنهكَ جسدَها، وأدْمَى فؤادها.
ترى الصحة تاجًا مخفيًّا عن صاحبها، ولكنَّها تراها؛ لأنها فقَدَتها وأحسَّت بقيمتها، ولكن بعد أن ابتعَدت عنها.
ترى نظرات الشفقة ممن حولها، وتريد أن تصرُخَ: كفى، ولكن لا تستطيع.
تتمنَّى أن تعود لسابق عهْدها وقديم أيَّامها صحيحًة معافًاه.
تتحرَّك وتقضي أمورَها، وتقضي حوائجها دون الحاجة لأحدٍ، ودون طلب العوْن من أحدٍ إلاَّ من الربِّ الواحد الأحد.
أختي، هل تتمتعي بصحة طيبة؟
ردديها بصدق من قلبك: الحمد لله على نعمة الصحة.
ومن الناس مَن فقَدَ أبًا أو أمًّا.
تستيقظ وتتُمنِّي نفسها بأُمٍّ تسألها عن صحتها وحالتها، تجهِّز لها أغراضَ مدرستها، تمدُّها بكوبٍ من الحليب الدافئ، أُمٍّ تقبِّل يدَها ورأْسها، أُمٍّ تمدُّها بالكثير من الحنان والحب.
إنَّ أصابها المرض، كانتْ معها تضع لها الدواء وتقدِّم لها الشراب والطعام، وتضع يدًا حانيةً، وتَرقيها بكتاب الله، أُمٍّ تجعلها تعيش جنة الدنيا قبل أن ترتقي جنة الآخرة.
وبين الناس من تبحث عن أبٍ يسمع شكواها، وينصحها ويوجِّهها، ويستلم في آخر الفصل نتيجة اختبارها، أب يكون لها سندًا بعد الله في هذه الدنيا المؤلِمة.
هل تعيشين بين أُمٍّ حنونه وأبٍ عطوف؟
ردديها بصدق من قلبك: الحمد لله على نعمة الحياة الهانئة بين الوالدَيْن.
تذكَّري نِعَم الله عليك، وانظري لِمَن هو دونك في أمور الدنيا، ولا تَجزعي إنْ أصابك همٌّ أو حزن؛ فهو خيرٌ لك، وتخفيف لذنبك، أو دعوة لكَ للعودة إلى الله - عز وجل.
وليكن الشكر هو شعارك، اشكري الله على نِعَمه، واحْمَدي الله على قضائه وقدره.
عودي نفسك على استشعار هذه النِّعم العظيمة التي وهبَك الله إيَّاها، ولا تنتظري أن تَفقديَها حتى تشعري بقيمتها.
هي دعوة صادقة
لنرددي الحمد والشكر بقلوب نقيَّة، وألْسِنة صادقة.
دعوة للعودة إلى الله؛ توبةً من ذنبٍ اقترفناه، وتوبةً من تقصير في أداء واجبٍ لَم نَقُم به، أو تهاوَنَّا فيه.
دعوة لإغلاق باب الشكوى لغير الله؛ فهي ذُلٌّ واللهِ، هل تشتكي قضاءَ ربِّك الرحيم بك لعبدٍ لا يملِك لك ضرًّا ولا نفعًا.
فلتكن الشكوى لله - عز وجل - في سجود طويل ذُلاًّ لله، وخشوعًا لله، وطَلبًا لمرضاة الله.
لتكن الشكوى لله - عز وجل - في دعاء خاشعٍ، ويدٍ مرفوعة، وقلبٍ مُنكسر.
هدًى:
قال - تعالى -: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 18].
نور من السُّنة:
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن أصبَح منكم آمِنًا في سِرْبه، معافًى في جسده، عنده قوتُ يومه، فكأنما حِيزتْ له الدنيا))؛ رواه الترمذي.
المفضلات