موقع النتائج
http://www.tawjihi.jo1jo.org/
عمان – طارق الحميدي- في كل عام, وبعد صدور نتائج الثانوية العامة يقف الطلبة وذووهم بعد اجتياز مرحلة «الفرحة» لتبدأ مرحلة جديدة وهي «الحيرة» حيث يقف الطالب أمام مفترق طرق لذلك الطريق الذي سيسلكه في حياته لمرحلة «ما بعد التوجيهي».
فرحة التوجيهي تبقى خالدة في أذهان الجميع لن ينساها من تذوق طعمها وتبقى الأجمل على الإطلاق, إلا أنه وبعد انتهاء نشوتها, يجلس الطالب مع ذويه في لحظة تأمل وتساؤل عن شكل المستقبل ولسان حاله يقول «ماذا بعد».
http://www.tawjihi.jo1jo.org/
تكمن الحيرة في رسم المستقبل للمرحلة التي عادة ما تتحكم في تفاصيل وشكل حياة الشاب كما أن من خطورتها هو عدم إدراك كثير من الشباب لحقيقة الحياة العملية واختلاط الأمور عليهم وهو ما يتطلب تقديم يد العون والنصح من ذويهم وأصحاب الاختصاص من أقاربهم ومحيطهم.
عوامل عديدة تحدد اختيارات الطلبة للدراسة وإكمال مسيرة الحياة الأكاديمية التي تسبق خوض معترك الحياة العملية بخطوة واحدة إلا أن معظمها وبحسب الطلاب وذويهم لا علاقة لها بسوق العمل.
الإقبال على دراسة تخصص معين فقط لان «فلان يدرس التخصص ذاته أو ما يسمى «الغيرة» من أهم الأسباب الموجبة للدراسة عند بعض أولياء الأمور الذين يدفعون بأبنائهم لدراسة تخصص معين نكاية ببعض الأقارب.
كما أن المظاهر الاجتماعية تلعب دورا كبيرا في الدراسة الأكاديمية حيث يريد كثير من الأهالي أن يحمل أبناؤهم الألقاب التي تسبق الاسم دونما أي اعتبار لرغبة الطالب نفسه حيث يجبر الأب ابنه على دراسة تخصص بعيدا عن رغبته وطموحاته من أجل أن يكون فخرا له خلال تجواله في المجالس وحديثه عن الطالب النجيب.
الحلقة الأهم في التخصص والدراسة هي رغبة الطالب نفسه حيث يكون الفشل حليفه في معظم الحالات عندما لا يقبل على دراسة التخصص الذي يرغب ويتم إجباره على دراسة تخصص معين فقط لان ذويه يرغبون في ذلك.
(قصي) طالب قضى في الجامعة الأردنية 7 أعوام متنقلا بين تخصصات كثيرة وصلت إلى (4) تخصصات, يقول «كنت ارغب بدراسة التربية الرياضية أنا مغرم بالرياضة من صغري وأحببت أن اكمل دراستي في هذا التخصص لكن الرياح لم تأت بما تشتهي السفن».
وأضاف «اصطدمت رغبتي مع رغبة الوالد الذي كان مصرا على أن أدرس تخصصا علميا حيث أدخلت الهندسة ثم لم أستطع أن أكمل بسبب معدلي التراكمي المنخفض وتنقلت في مجموعة تخصصات قبل أن أدرس في النهاية واتخرج بشهادة في تخصص العلوم التربوية.
وقال «لم أجد نفسي في التخصص ولكن هذا ما أراده والدي لقد دفعت ثمنا باهظا فأنا الآن لا أعرف ماذا أفعل مما اضطرني العمل في مجال بعيد عن تخصصي «.
ويتجاهل بعض أولياء الأمور أن الرغبة وحب التخصص أهم مقياس للنجاح وأن أي عمل يفتقد لهذه الرغبة سيكون مصيره الفشل ولن يكون متقنا.
كما يتجاهل بعض أولياء الأمور سوق العمل وحقيقة احتياجاته ويتجاهلون ذلك تماما ويدفعهم لذلك للدراسة في تخصصات راكدة لا تسهم إلى في زيادة أعداد العاطلين عن العمل من حملة شهادة البكالوريوس.
نقيب المهندسين أعلن في وقت سابق عن نتيجة دراسة أعدتها النقابة بالتعاون مع كافة الجهات الحكومية من ديوان الخدمة المدنية ووزارة التعليم العالي إلى دائرة الإحصاءات العامة حول سوق العمل وتخصصات الهندسة المختلفة.
وخلصت الدراسة أن هناك عددا لا بأس به من التخصصات الهندسية التي لا يطلبها سوق العمل بكثرة سواء في الأردن أو حتى في دول المنطقة الجاذبة للكفاءات الأردنية وبالتالي فإن الإقبال على دراسة هذه التخصصات يسهم في زيادة أعداد العاطلين عن العمل عند تخرجهم. مؤكدا أن أرقام البطالة بين صفوف المهندسين أصبحت مقلقة مؤخرا.
ووجه نقيب المهندسين عبدالله عبيدات نصيحة للطلبة بالسؤال عن حاجة سوق العمل للراغبين في دراسة الهندسة والإطلاع على الدراسة المنشورة على موقع وزارة التعليم العالي وموقع النقابة من أجل معرفة التخصصات المطلوبة.
وحول الهندسة كمثال تظهر الدراسة أن 19 تخصصا هندسيا مطلوبا في سوق العمل وتسعة تخصصات مشبعة تماما و13 تخصصا راكدة حتى الآن.
وبين أن ما ينطبق على الهندسة ينطبق على غيرها بضرورة سؤال بيوت الخبرة والنقابات وكبار السن قبل الإقبال على دراسة أي تخصص.
ويقول أحد أولياء أمور الطلبة بينما كان يراقب مشهد النجاح والاحتفالات ساعة الإعلان عن نتائج التوجيهي «ابني لن يكون إلا طبيبا لأنه سيحقق لي ما كنت أتمناه لنفسي منذ الصغر».
وأضاف أنا لم استشر أبني متسائلا : «من يرفض أن يكون طبيبا», ومؤكدا في الوقت ذاته أن ابنه الذي سيقبل على مرحلة الثانوية العامة في العام القادم سيكون الطبيب الأول في العائلة كاملة وأنه لن يتنازل عن هذا الطموح أبدا.
رد مع اقتباس
المفضلات