عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَوْصِنِي ، قَال :َ { لَا تَغْضَبْ ، فَرَدَّدَ مِرَارًا قَالَ لَا تَغْضَبْ } رواه البخاري
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :
الوصية هي العهد إلى الشخص بالأمر الهام ، هذا الرجل طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يوصيه ، فقال : { لا تغضب } ، وعدل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصية بالتقوى التي أوصى الله تعالى بها هذه الأمة وأوصى بها الذين اوتوا الكتاب من قبلنا إلى قوله : { لا تغضب } ؛ لأنه يعلم من حال هذا الرجل والله تعالى أعلم أنه كثير الغضب ، ولهذا أوصاه بقوله : { لا تغضب } ، وليس المراد النهي عن الغضب الذي هو طبيعة من طبيعة الإنسان ، ولكن المراد : أملك نفسك عند الغضب ، بحيث لا تنفذ إلى ما يقتضيه ذلك الغضب ؛ لأن الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم فلهذا تجده تحمرّ عيناه وتنتفخ أوداجه وربما يذهب شعوره بسبب الغضب ويكون أشياء لا يحمد عقباها ، وربما يندم ندما عظيما على ما حصل منه ؛ فلهذا أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الوصية وهي وصية له ولمن كان حاله مثل حاله .
المفضلات