ما برح أهالي قرى الضفة الغربية يتذكرون موسم حصاد الزيتون حيث تقضي عائلات برُمَّتها أياما في قطف المحصول تحت أشعة شمس الخريف والتنزه بين الأشجار في بهجة وحبور.
ذلك هو موسم القطاف عند الفلسطينيين الذين يعتبرونه أشبه بيوم زفاف، كما يقول حسين سعيد أبوعالية البالغ من العمر 68 عاما.
لكن عندما انطلق أبوعالية وأفراد عائلته البالغ عددهم 36 شخصا –بمن فيهم أحفاده من الأطفال- من قرية المُغَر في قافلة من السيارات والشاحنات الصغيرة مع آخرين من قرية ترمس عيا في وقت سابق من هذا الأسبوع قاصدين أراضيهم الزراعية، هالهم منظر أشجار الزيتون في المنحدرات الصخرية وقد ذبلت أغصانها بعد أن دسَّ مستوطنون يهود غير شرعيين السُّمَّ فيها.
وتدلَّت غصون الأشجار التي كانت مورقة يوما من الأيام, وتغير لونها الأخضر اللامع إلى بني، وتغضنت حبات الزيتون القليلة العالقة بها بدلا من أن تبدو ريَّانة مخضرَّة أو أُرجوانية في مثل هذا الوقت عند حصادها، فاستحالت سوداء شاحبة.
عشرات من أشجار الزيتون المجاورة سُمِّمت هي الأخرى بمواد كيمياوية العام المنصرم، فبدت هزيلة القوام، كئيبة جرداء تماما.
ويزعم المستوطنون اليهود المتدينون أن الضفة الغربية، التي استولت عليها إسرائيل من الأردن في حرب 1967، حق من حقوقهم منحته لهم التوراة. أما عند الفلسطينيين فهي بمثابة القلب لدولتهم المستقلة مستقبلا.
وبينما يستغرق الأميركيون والفلسطينيون في جدال مع الحكومة الإسرائيلية حول استمرار بناء المستوطنات بالضفة –وهي القضية التي تسببت في وقف مفاوضات السلام الوليدة- يحتدم التنافس حول السيطرة على كل فدان من الأرض كل يوم.
وتحولت شجرة الزيتون –رمز السلام والوفرة منذ القدم والتي طالما اتخذها الفلسطينيون شعارا للصمود والارتباط بالأرض- إلى رمز محلي للكفاح والنضال.
وفي قرى أخرى إلى الشمال من الضفة، سُرقت ثمار الزيتون من مئات الأشجار خلال الأيام القليلة الماضية، طبقا لمنظمة حاخامات من أجل حقوق الإنسان، وهي جماعة إسرائيلية تساعد الفلسطينيين على فلاحة أراضيهم بالمناطق التي تشهد اضطرابات طوال العام.
المصدر: نيويورك تايمز
المفضلات