زياد الطويسي - البترا ليست مدينة آثار يكسو أرضها الرمل والصخر!.. هي ليست كذلك، وفي أرضها لا يزال للصخر والشجر وعيون الماء والإنسان ميزة بحجم عجائب الدنيا التي توجت بها المدينة..
اسألوا شجرها الذي يعتلي سفوح الجبال في وادي موسى، وشجيرات التين والبطم والعرعر التي أخرجتها قدرة الخالق من بين ثنايا الصخر الأصم، يحط على أغصانها الطائر الوردي الملهم ويغني أنشودة الصباح والمساء..
ها هو بطمها الذي يقطن الجبل العلوي لوادي موسى يخرج من ثنايا صخرة رغم ما حوله من فضاء، ليعانق الجبال الوردية ويؤنس أشجار البطم.. ولكل شجرة منها في بترا حكاية..
يبتسم حبا للمارة من الناس ليزيد اطلالة بترا من شرفة جبالها دهشة وألقا، حاله حال الأشجار التي تسكن الصخر الوردي في سيق بترا التاريخي وأروقة المكان وسفوحه..
ولا يبالغ البطم والشجر في بترا إن سرد حكاياه المرتبطة بالمكان والناس.. واذا قال ان أرض المدينة من مدخلها وحتى نهاية واديها قد كانت قطعة خضراء في يوم ما.. ويسرد المعمرين بشوق وألم حكايا ثمر بترا الذي كان يرتحل لفلسطين ولبنان وغيرها من بلدان..
وصفها الرحالة السويسري بيركهادرت بعد أن زار المدينة (عام 1812) قائلا:»حال عودتنا من اثار البترا مكثت لعدة ساعات في قرية الجي، البلده محاطه بالاشجار المثمرة من جميع الاشكال وبنوعية ممتازة، كميات كبيرة من العنب تباع لغزه والبدو.. يزرع اللياثنه الوادي حتى مدخل المدينة الاثرية».
في بترا لا يزال الشجر والصخر والأرض تنسج كل يوم حكاية وقصة تستحق أن تروى لزوارها من السياح.. تلفت نظرهم وتسكن ذاكرتهم، فنحن لا زلنا نشكو من حاجتنا للمقومات التي تطيل فترة بقاء السائح..
يا عجائب بترا وصخرها المدهش وشجرها الذي يولد من رحم الصخر الوردي، قولي لصالح الفرجات أن يمنحنا كل يوم صورة، وأخبري صناع السياحة أن في أرضك عجائب تولد وتحتاج لمن يرعاها..
نقلاً عن الراي
المفضلات