رجح رئيس الوزراء الإسرائيلي أن تسفر التغييرات الجارية في العالم العربي عن حالة من عدم الاستقرار تستمر طويلا في حين أعرب وزير دفاعه عن أمله في سرعة الإطاحة بالزعيم الليبي متحسرا في الوقت نفسه على خسارة الرئيس المصري.
ففي جلسة للهيئة العامة للكنيست الإسرائيلي أجبر على حضورها بطلب من 40 نائبا، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء إن حالة من عدم الاستقرار تستمر لعدة سنوات ستنجم عن الاحتجاجات الواسعة في العالم العربي، الذي أمل نتنياهو أن ينتقل –بصحبة إيران- إلى الديمقراطية الحقيقية.
بيد أن نتنياهو عاد وحذر مما اعتبره التداعيات المحتملة لانهيار الأنظمة في الدول العربية المجاورة لإسرائيل على مسألة الشريك السياسي، معترفا بأن أفضل خبراء الاستخبارات في دول كثيرة لم يتوقعوا ما جرى وأنهم غير قادرين على تقويم النتائج.
وعلى الرغم من قوله صراحة إن إسرائيل لا تعرف ماذا يجري في المنطقة، حرص نتنياهو على طمأنة النواب بتأكيد أن السلطة الفلسطينية (في إشارة إلى حكومة الرئيس محمود عباس) ستبقى صامدة.
اتفاقيات السلام
وشدد نتنياهو -زعيم حزب الليكود اليميني- على ضرورة ضمان استمرار اتفاقيات السلام الموقعة مع مصر والأردن، مذكرا بالنتائج الخطيرة التي ترتبت على خسارة إسرائيل لإيران بعد قيام الثورة الإسلامية في نهاية سبعينيات القرن الماضي، وخسارتها لتركيا في السنوات الأخيرة.
باراك تمنى الإطاحة سريعا بالقذافي وتحسر على مبارك (الفرنسية-أرشيف)
وفي معرض تعليقه على التغييرات التي حصلت في تونس ومصر وتحصل حاليا في ليبيا، استغل نتنياهو خطابه أمام الكنيست ليؤكد أن الثورات في العالم العربي وحالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط لا تعود في أساسها إلى الصراع العربي الإسرائيلي بل إلى مسائل أخرى، محذرا من تنامي ما وصفه بالقوى الإسلامية المتطرفة.
من جانبه قال النائب العربي محمد بركة إن نتنياهو أعلن صراحة أن السياسة الوحيدة لحكومته تستند إلى توازن الرعب عبر إرسال تهديدات معلنة ومبطنة نحو الثورات في العالم العربي والسلطة الفلسطينية وإيران، مشيرا إلى أن نتنياهو مصاب بعقدة إشعال الحرائق الأمر الذي يستدعي وقفه على الساحتين الإقليمية والدولية.
الوضع الليبي
وفي لقاء مع محطة تلفزيونية أميركية، أعرب وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك عن سعادته بالتطورات الجارية في ليبيا، معربا عن أمله في سرعة التخلص من الزعيم الليبي معمر القذافي، معتبرا أن هذه الأحداث تقدم دليلا قاطعا على أن المنطقة العربية باتت على أعتاب مرحلة تاريخية جديدة.
وأضاف أن هذه التغييرات تؤشر إلى أن إسرائيل تعيش في ظل "محيط قاسٍ لا يعرف الرحمة ولا يمنح فرصة ثانية للضعفاء" الأمر الذي يحتم على إسرائيل -بحسب تعبيره- أن تكون دائما قوية لتحمي نفسها.
بيد أن باراك أعرب عن أسفه لخسارة صديق كبير لإسرائيل في إشارته إلى الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك عندما وصفه بأنه "الزعيم الأهم في المنطقة الذي حقق الاستقرار لمصر وحافظ على السلام مع إسرائيل لسنوات طويلة".
وفي سياق متصل بالأحداث الجارية في ليبيا، رحبت السلطة الفلسطينية الأربعاء بقرار الحكومة الإسرائيلية السماح لـ300 فلسطيني من النازحين من ليبيا بالعودة إلى الضفة الغربية.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد ذكرت أن رئيس الوزراء نتنياهو أعلن في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك في القدس المحتلة موافقته "لأسباب إنسانية" على دخول 300 فلسطيني من ليبيا إلى الضفة الغربية بناء على طلب من السلطة الفلسطينية.
المصدر: وكالات
المفضلات