الفلبين: أزمة الحافلة تنتهي بمقتل الخاطف
مانيلا - ا ف ب- انتهت ازمة رهائن في العاصمة الفلبينية أمس بعد ان احتجز مسلح حافلة سياح من هونغ كونغ طوالـ 12 ساعة، حيث نفد بعضهم سالمين، لكن المخاوف تبقى حيال الاخرين الذين ما زالوا مجهولي المصير.
وتمكنت الشرطة من قتل المسلح الذي عرف عنه على انه مفتش الشرطة المطرود رولاندو ميندوزا في الازمة التي نقلتها شاشات التلفزيون بالبث الحي حول العالم. وقتل ثمانية على الاقل من السياح الذين كانوا على متن الحافلة، على ما اعلنت مصادر طبية.
وكانت المصادر ذاتها اشارت في وقت سابق الى مقتل اربعة ثم خمسة رهائن. اما المسلح فهو مفتش سابق في الشرطة عمد الى خطف الحافلة في محاولة يائسة لاستعادة وظيفته، وبدت جثته في ختام الازمة متدلية من باب الحافلة الرئيسي. وسمعت عدة طلقات قبيل تحرك قوة مسلحة من الشرطة حول الحافلة المتوقفة قرب حديقة في وسط مانيلا السياحي عصرا.
وكان ميندوزا قال قبيل تحرك الشرطة انه اطلق النار على اثنين من الرهائن وانه سيقتل الاخرين ان لم تتراجع الشرطة. وقال عبر اذاعة راديو مينداناو نتورك "اطلقت النار على صينيين اثنين. ساقضي عليهم جميعا ان لم يتوقفوا". وتابع "ارى العديد من عناصر القوات الخاصة في الشرطة. اعلم انهم سيقتلوني. عليهم جميعا بالمغادرة لانني استطيع في اي وقت ان اكرر ما فعلت". وتعذر على الشرطة دخول الحافلة طوال ساعة ونيف بعد فشل المفاوضات حيث قرروا اقتحامها.
عندئذ حاصروا الحافلة وحطموا نوافذها واطلقوا النار عليها، لكن ميندوزا ابعدهم بعد ان رد باطلاق النار ايضا. وانتهت الازمة عندما رمت الشرطة قنبلة مسيلة للدموع الى داخل الحافلة واطلقت النار مجددا. وبدات الحادثة عندما صعد مندوزا الى الحافلة صباح الاثنين في المنطقة السياحية في مانيلا. واراد ان تتم تبرئته بعد طرده بتهمة الابتزاز عام 2008، داعيا السلطات الى مراجعة قضيته.
وكانت السلطات الفيليبينية أعلنت في وقت سابق ان 22 سائحا اجنبيا من هونغ كونغ موجودون على متن الحافلة، من بينهم اطفال، اضافة الى السائق الفلبيني وفلبينيين اثنين اخرين. وافرج عن سبعة رهائن في اوقات مختلفة من يوم أمس من بينهم ثلاثة اطفال ورجل كبير في السن وفيليبينيان.
وقفز سائق الحافلة الفبيني من النافذة وتمكن من الفرار قبل اقتراب كتيبة الشرطة. وكان ميندوزا تلقى ميدالية شرف الشرطة عام 1986 من بين افضل عشرة شرطيين في البلاد. لكنه سرح من الشرطة في 2008 بعدما اتهم بالسرقة والابتزاز وجرائم مخدرات، بحسب الشرطة. وقال مسؤول الشرطة في مانيلا رودولفو ماغتيباي سابقا "يريد اعادة ادخاله الى سلك الشرطة".
وعلق ميندوزا عدة رسائل مكتوبة على نوافذ الحافلة من بينهما "خطا كبير مقابل قرار خاطئ" في اشارة الى طرده على ما يبدو. وقال المدير التنفيذي لمجلس السياحة في هونغ كونغ جوزف تانغ ان اعمار السياح تراوحت بين اربعة و72 عاما. وكانوا يجرون جولة من ثلاثة ايام برفقة شرطة هونغ تاي ترافيل للسفريات وكان مقررا ان يعودوا الى هونغ كونغ في وقت متاخر الاثنين.
وكانت الحافلة متوقفة امام حديقة ريزال بارك التي تشكل مقصدا للسياح وتبعد عدة مبان من مركز الشرطة. وقبيل انتهاء الازمة حثت الخارجية الصينية السلطات الفلبينية على ضمان سلامة السياح من هونغ كونغ.
واعادت حادثة الاثنين بالذاكرة الى عملية اتخاذ رهائن مشابهة عام 2007 عندما اقدم مهندس مدني مسلح بقنبلة يدوية على احتجاز حافلة تنقل 30 طفلا، لكنه افرج عنهم بعد مواجهة 10 ساعات مع الشرطة. ووقعت ازمة 2007 قرب بلدية مانيلا المتاخمة لريزال بارك.
المصدر
جريدة الرايه
المفضلات