مع بقاء ساعات قليلة تفصلنا عن موعد المشهد النهائي الذي يجمع المنتخبين الشقيقين الأردن والبحرين في مسابقة كرة القدم ضمن الدورة العربية الثانية عشرة في العاصمة القطرية الدوحة غدا الجمعة، فإن الذاكرة أعادت جماهير الكرة الأردنية لاستعراض شريط الذكريات لمسلسل أبداع النشامى وتحديدا عندما نجح (عرّاب) انجازات الكرة الأردنية في الدورات العربية، المدير الفني الأسبق محمد عوض في قيادة المنتخب الأردني لكرة القدم للظفر بلقبي الدورة العربية الثامنة في بيروت 1997 والدورة العربية التاسعة في عمان1999 .
ولن ينسى أبناء الأردن كيف عاش الوطن قمة أفراحه عندما عاد المنتخب الأردني مطوقا بأول انجاز خارجي بتاريخ مسيرته الكروية من العاصمة اللبنانية بيروت وصدور نجومه تلمع بذهبية الدورة العربية الثامنة، حيث جابت حينها السيارات أرجاء الأردن تعبيرا عن فرحتها الكبيرة بأول انجاز رسمي وغير مسبوق بتاريخ الكرة الأردنية.
ولن تنسى جماهير كرة القدم الأردنية ذلك المشهد الأجمل، عندما قرر الملك الحسين بن طلال- طيب الله ثراه- تخصيص طائرة لنقل منتخب النشامى من بيروت إلى عمان تقديرا للإنجاز الذي تحقق ويومها كان الراحل الحسين في انتظار أصحاب الانجاز بأرض المطار في مشهد يحفظه الأردنييون عن ظهر قلب وحب.
في تلك الدورة- بيروت- كان منتخب النشامى يسطر الانتصارات المتتالية بفضل الرؤية الفنية الثاقبة التي تمتع بها المدير الفني محمد عوض والذي عرف كيف يزرع في نفوس اللاعبين الروح القتالية ويقهر المستحيل بإرادة قوية وعزيمة فولاذية ليصل منتخب النشامى للمباراة النهائية ويواجه المنتخب السوري الشقيق، وفي هذه المباراة كان التعادل السلبي يسيطر على معطيات المباراة ليزج محمد عوض بورقته الرابحة جريس تادرس قبل نهاية المباراة بربع ساعة، وينجح تادرس الملقب ب (الدبور) بلدغ الشباك السورية بهدف ضمن اللقب الأول بتاريخ الكرة الأردنية.
ولأن المدرب محمد عوض أبدع وأنجز المطلوب، فإن المسؤولية كانت مضاعفة عليه حينما تقرر مواصلة قيادته للمنتخب الأردني في الدورة العربية التاسعة التي استضافها الأردن عام 1999 وأطلق عليها دورة (الوفاء للحسين) تقديرا لجهود الملك الراحل الحسين بن طلال في دعم الرياضة الأردنية، ويومها نجح منتخب النشامى في تطريز انجاز جديد عندما قاده محمد عوض ليكون أول منتخب عربي يحتفظ بلقب أغلى لقبين ولمرتيين متتاليتين.
ويتذكر الأردنيون جيدا نهائي الدورة العربية التاسعة الذي جمع منتخب الأردن مع شقيقه العراقي في مباراة ستبقى عالقة بذاكرة الأردنيين لما شهدته من احداث دراماتيكية، عندما تقدم منتخب الأردن برباعية نظيفة لكن منتخب العراق انتفض بالربع الأخير من زمن المباراة ونجح في تعديل النتيجة (4-4)، ليقف الأردنيون على أعصابهم عندما احتكم المنتخبان للركلات الترجيحية لتحديد هوية البطل، ويومها كانت ركلات (الحظ) تبتسم لمنتخب الأردن عندما سجل سفيان عبدالله الركلة الحاسمة بنجاح معلنا عن احتفاظ الأردن بالميدالية الذهبية للدورة العربية للمرة الثانية على التوالي.
واليوم يقف الأردنييون خلف منتخب النشامى ويحدوهم الأمل الكبير بأن ينجح المنتخب الأردني في الظفر بالميدالية الذهبية، لكن هذه المرة بقيادة المدير الفني المبدع عدنان حمد... فهل يكون حمد (العرّاب) الجديد.. ويقود الكرة الأردنية للقب الثالث..؟.
المفضلات