شخصية جادة لا خلاف عليها
كتب – طارق الحميدي - وسط دائرة التوقعات وبورصة الأسماء التي رشحت مؤخرا ظهر القاضي في محكمة العدل الدولية عون الخصاونة يحمل معه أمانة تشكيل الحكومة الجديدة بعد تكليف رسمي من جلالة الملك عبدالله الثاني أمس.
وفي فترة حساسة وانتقالية تشهد مشاريع إصلاحية ، ومليئة بملفات بالغة الأهمية والتعقيد وتتطلب جراحة سريعة ومعالجة عميقة على الصعيدين المحلي والإقليمي وحتى الدولي جاء تكليف القاضي الخصاونة والذي أضفى العمل القضائي على ملامحه الجدية والصلابة لصفاته الشخصية والمهنية التي تتناسب ومتطلبات المرحلة.
وباعتبار الخصاونة خبيرا دوليا ومرجعا قانونيا على مستوى العالم فإن وجوده في المرحلة الحالية التي تتطلب دراية وخبرة في العمل القاتوني والتشريعي خاصة في ظل سعي الدولة على صياغة قوانين الهيئة المستقلة والانتخابات والأحزاب تمهيدا لعرضهما على مجلس النواب بالإضافة لمراجعة عدد كبير من القوانين والتشريعات بعد إنجاز وإقرار التعديلات الدستورية مؤخرا.
وعلى الرغم من عمله قرابة العشر سنوات في محكمة العدل الدولية إلا أن القاضي الخصاونة ليس غريبا عن العمل العام في الأردن حيث شغل منصب رئيس الديوان الملكي ما بين عامي 1996 و1998 وكان آخر رئيس للديوان في عهد الملك الراحل الحسين بن طلال.
«ملف الانتخابات البلدية» القادمة هو الملف الذي من المتوقع أن تباشر حكومة الخصاونة الجديدة العمل على انجازه وإعادة ترتيب أوراقه ، وإكماله بعد اختيار الوزراء خلال الأيام القادمة خاصة أنه الملف الأكثر سخونة مع ازدياد حدة افي الاحتجاج على البلديات وارتفاع عدد البلديات المستحدثة واقتراب موعدها الانتخابي.
وإلى ذات المكان الذي رآى الخصاونة النور فيه بجبل عمان وتحديدا الدوار الرابع يعود هذه المرة حاملا إرثا ثقيلا من الملفات والقضايا الملحة والتي لا تقل أهمية عن ملف البلديات مثل ملف مكافحة الفساد والإصلاح السياسي والإداري الذي بدأته حكومة الرئيس المستقيل الدكتور معروف البخيت.
ولقي الخصاونة الذي ولد في العام 1950 ترحيبا لدى الأوساط الشعبية والنخبوية بمجرد الإعلان عن تكليفه رسميا بتشكيل الحكومة خاصة وأنه قاض دولي وخبير قانوني و انتخب عام 2006 نائبا لرئيس المحكمة الدولية وحتى عام 2009 ولما يتمتع به القاضي من تاريخ طويل في العمل بالسلك القضائي الذي يثق به الأردنيون.
ويحمل الخصاونة الابن الوحيد لأسرة ميسورة الحال ونجل المحامي المعروف شوكت الخصاونة صفات القاضي التي تجمع بين الصرامة والعدل وعدم المساومة في الحق بالإضافة للجرأة وهو ما تتطلبه المرحلة الحالية لحساسيتها ودقتها.
وما زاد من حالة الارتياح الشعبية للخصاونة الذي أكمل تعليمه الثانوي في الكلية العلمية الإسلامية، قبل أن يكمل دراسته العليا في «كمبردج» حيث درس البكالوريوس في التاريخ والقانون، ثم الماجستير في القانون الدولي أن اسمه لم يرتبط بأي ملف جدلي وبالتالي فإن الأطياف السياسية والشعبية على اختلاف الوانها وانتماءاتها أعلنت ترحيبها مبكرا بالرئيس الجديد.
ورآى الكثيرون في الرئيس الجديد الحائز على عدد من الأوسمة منها الاستقلال 1993، والكوكب 1996، والنهضة 1996، ووسام فرنسي من مرتبة فارس 1997.
وعرف الخصاونة بانه «شخص هادئ ، مثقف ، جاد ، لا يهادن في الحق ومحب للغته العربية ويحفظ الشعر والأمثال كثيرا» هذا ما قال عنه رفيق دراسته وصديقه الزميل الكاتب مجيد عصفور الذي زامله منذ أيام الدراسة الثانوية حتى اليوم.
وأضاف الزميل عصفور أن الخصاونة شخص مبدئي لا يتخلى عن مبادئه مهما كان المقابل ، مهتم بالزراعه ودائم التحدث عن هاجس تطوير قطاع القضاء والتعليم في الأردن.
وعن اهتمامات الخصاونة في قضايا أمته أكد الزميل عصفور أن الرئيس الخصاونة منحاز لقضايا أمته العربية وأنه سخر إمكانياته في المحكمة الدولية لتبني القضايا العربية والإسلامية حريصا على إنصافهم.
ومع انتظار إعلان طاقم الرئيس الذي انضم للخدمة الدبلوماسية في وزارة الخارجية عام 1975, ليبدأ مهمته في إصدار التشريعات والقوانين والمضي في مسيرة الإصلاحات.
المفضلات