بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و حده لا شريك له و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده و بعد،،،
هذا هو اعتقاد الفرقة الناجية اهل السنة و الجماعة و ما كان عليه سلف الأمة من الصحابة و التابعين و تابعيهم باحسان الى يوم الدين و على نهج النبي الامين
أولاً: الإيمان
و هو الايمان بالله و ملائكته و كتبه و رسله ورسله والبعث بعد الموت والإيمان بالقدر خيره وشره.
ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل بل يؤمنون بأن الله سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ولا يحرفون الكلم عن مواضعه، ولا يلحدون في أسماء الله وآياته ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه
فهم يثبتون المعنى لا الكيف ليس كمثله شئ و هو السميع البصير و كما قال السلف امروها كما جاءت أي دون تعطيل للمعنى أو تحريف أو تأويل على غير مراد الله و مثال تلك الصفات
- صفة المشيئة:
و لله مشيئة كونية و مشيئة شرعية فالله يحب ما لا يشاء و يشاء مالا يحب فانه شاء ابليس كوناً و لم يحبه و يحب اسلام الكافر و لم يشاؤه فالمشيئة الكونية أعم من المشيئة الشرعية حيث ان المشيئة الشرعية هو ان يشاء طاعة المؤمن
- صفة السمع و البصر:
فان الله سميع بصير
- صفة الكلام:
فان الله يتكلم بما شاء كيف يشاء متى شاء بصوت و حرف
فقال تعالى " وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً" [النساء : 164] و قال تعالى " وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً " [النساء : 87] و قال تعالى " وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً" [النساء : 122]و الكلام و الحديث و القول لا يكون الا بصوت و حرف و الكيف ممتنع عن الرحمن
- صفة النزول:
فقد اخبرنا النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح الذي بلغ حد التواتر " ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟) متفق عليه
فان الله ينزل نزول حقيقي يليق بجلاله وكما ينبغي لكماله دون أن يخلو العرش فهو القائل " الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى" [طه : 5] و لا قياس للعقل في ذلك فهو ينزل الى السماء الدنيا و هو فوق عرشه فوق سبع سماواته و الكيف ممتنع عن الرحمن
- صفة الاستواء على العرش:
فاخبر الله ذلك في سبع مواضع من القرآن الكريم منها " الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى " [طه : 5] " إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ" [الأعراف : 54] و غيرها من الآيات و كما قال مالك – رحمه الله – الاستواء معلوم و الكيف مجهول و الايمان به واجب و السؤال عنه بدعة
فالاستواء غير مجهول و الكيف غير معقول و الايمان به ايمان و الكفر به كفر
صفة العلو:
فان الله في السماء فوق السماوات السبع مستو على عرشه بائناً عن خلقه – أي غير مختلط بالخلق – فقال تعالى : " إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ" [فاطر : 10]
صفة الوجه:
فقد قال تعالى :" وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ" [الرحمن : 27]
و الكيف ممتنع عن الرحمن
- صفة اليدين:
قال تعالى:" َقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ" [المائدة : 64]
و قال تعالى:" قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ" [صـ : 75]
فان لله يدان على الحقيقة يليقا بجلاله و لا يقاس الله بجملة الاعيان فان لك حياة و الله له حياة و لكن حياتك ليست كحياته فان الله ليس كمثله شئ و هو السميع البصير
- صفة الغضب :
فان الله يغضب قال تعالى : " قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ" [صـ : 75] و قال تعالى:" وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً" [الفتح : 6]
و قال تعالى :" فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ" [الزخرف : 55]
و قيس على ذلك باقي الصفات فنثبت المعنى دون الكيف بلا تحريف أي لا نحرف المعنى ولا تعطيل أي نعطل المعنى المراد ولا تأويل أي لا نفسر المعنى بمعنى مخالف للمعنى الأصلي ولا تمثيل أي لا نمثل هذه الصفات و لا تشبيه أي لا نشبه صفات الله بصفات المخلوقين
و نؤمن بان الله في السماء مستوٍ على عرشه فوق سبع سماواته بائناً عن خلقه
فقال تعالى :" أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ " [الملك : 16]
و قال تعالى: " إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ" [فاطر : 10]
و حديث الجارية التي سألها النبي صلى الله عليه و سلم من ربك قالت الله فقال اين الله قالت في السماء قال و من انا قالت رسول الله فقال اعتقها فانها مؤمنة
و خطبته يوم حجة الوداع حيث كان يشير الى الناس و يقول الا بلغت ثم يشير الى السماء و يقول اللهم فاشهد
و ننزه الله عن صفات النقص و نؤمن بأن لله الكمال المطلق
المفضلات