خرج مئات التونسيين الى شوارع مدينة سيدي بوزيد منددين بحركة النهضة وقرار الهيئة العليا المستقلة للانتخابات الغاء فوز قوائم "العريضة الشعبية" في بعض الدوائر الانتخابية، وذلك في اعقاب اعلان الهيئة نتائج انتخابات المجلس التأسيسي رسميا مساء الخميس 27 اكتوبر/تشرين الاول.
واستخدمت الشرطة التونسية الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المحتجين في سيدي بوزيد، بعد أن هاجم زهاء ألفي شاب مقر حزب النهضة الفائز بالانتخابات وأشعلوا النار في اطارات بالشارع الرئيسي للمدينة. وشهدت مدينة الرقاب التي تبعد نحو 50 كلم عن سيدي بوزيد تطورات مماثلة، حيث تعرض مقر النهضة لاطلاق نار.
وعلى اثر هذه الاحداث فرضت وزارة الداخلية التونسية حظر التجول في ولاية سيدي بوزيد. ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر في الوزارة ان الحظر يفرض من الساعة السابعة مساء الى الخامسة صباحا، وذلك اعتبارا من يوم الجمعة 28 اكتوبر/تشرين الاول.
هذا وأعلن الهاشمي الحامدي زعيم قوائم "العريضة الشعبية" المتحدر من سيدي بوزيد لـ"فرانس برس" مساء الخميس سحب قوائمه التي فازت بـ 19 مقعدا في المجلس التأسيسي، وذلك بعد اعلان الهيئة العليا المستقلة للانتخابات الغاء فوز قوائمها في 6 دوائر انتخابية خصوصا بسبب انتهاكات في حملة التمويل، مما اسفر عن خسارة الحزب 8 مقاعد. ولولا قرار الهيئة لاحتل الحزب المرتبة الثالثة بعد النهضة وحزب المؤتمر من اجل الجمهورية.
وقال الحامدي في اتصال هاتفي مع "فرانس برس" من لندن "أنسحب رسميا من هذه العملية السياسية التي افضت الى الغاء اصوات عشرات آلاف التونسيين خصوصا في سيدي بوزيد، الولاية التي فجرت الثورة التونسية". واضاف "لم يعد هناك اي معنى لمشاركة العريضة الشعبية ولن نقدم اي طعون ونحن ننسحب من المجلس التاسيسي".
من جانبه قال الصحفي التونسي سفيان بن فرحات في معرض تعليقه على اسقاط بعض قوائم العريضة الشعبية والذي ادلى به لقناة "روسيا اليوم" ان تداعيات ذلك ستكون كبيرة، مشيرا الى ان الهاشمي الحامدي زعيم هذا الحزب اعلن ان اعضاء هذا الحزب الذين نجحوا في الانتخابات انتخبوا الى المجلس التأسيسي لخدمة تونس وليس لخدمة شخص معين. كما اعرب الصحفي عن اعتقاده بان حركة النهضة ستنجح في تشكيل الحكومة التونسية.
المفضلات