الكتلة الصدرية تقترح على "العراقية" خارطة لإنهاء أزمة الحكومة
بغداد - وكالات :
كشفت كتلة "الأحرار" البرلمانية الممثلة للتيار الصدري، الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر أمس عن تقديمها خارطة طريق جديدة لتشكيل الحكومة الى "القائمة العراقية"، التي يتزعمها رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي. وقال الأمين العام للكتلة أمير الكناني أمس إن "وفدا يمثل كتلة الأحرار عرض على وفد يمثل القائمة العراقية خارطة طريق جديدة لتشكيل الحكومة المقبلة"، مؤكدا قدرة الائتلاف الوطني على تشكيل الحكومة بمشاركة ائتلاف العراقية وعدد من الكتل السياسية الاخرى". وكان وفد من كتلة الأحرار عقد ليل الثلاثاء اجتماعاً موسعاً مع علاوي في منزله ببغداد بحضور عدد من قيادات القائمة وبحث معه مقترحات قدمتها الكتلة للخروج من أزمة تشكيل الحكومة. وأضاف الكناني، الذي تنضوي كتلته في الائتلاف الوطني العراقي، أن "خارطة الطريق الجديدة تنص على اتفاق جميع الكتل السياسية على عدم التمسك بمنصب رئاسة الوزراء وترشيح أكثر من شخص واحد لهذا المنصب سواء من الائتلاف الوطني اوائتلاف دولة القانون أو ائتلاف العراقية أو أي شخصية مستقلة، كما تتضمن عرض المرشحين على الكتل السياسية للموافقة على احدهم للخروج من الحزبية والمنظور الضيق". ونوه بأن بعض الكتل السياسية "طالبتنا بإنضاج هذه الخارطه لتتمكن من دراستها والرد عليها في الوقت المناسب"، لافتا إلى أن كتلة "الأحرار" تعمل حاليا على تطويرها تمهيدا لعرضها على جميع الكتل السياسية للخروج من أزمة تشكيل الحكومة. وأعرب الكناني عن أمله في أن يكون ائتلاف "دولة القانون" شريكا في الحكومة المقبلة، لكنه لم يستبعد في الوقت ذاته ان يتحول إلى خانة المعارضة البرلمانية في حال تمسكه بمنصب رئاسة الوزراء. وبعد مفاوضات عسيرة لتقريب وجهات النظر من اجل تشكيل الحكومة العراقية الجديدة اعلن رسميا عن توقف المفاوضات الرسمية بين كتلة ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي وقائمة "العراقية" بزعامة اياد علاوي على خلفية تصريحات صحفية اطلقها المالكي يصف فيها الكتلة العراقية بأنها "قائمة سنية" الأمر الذي أثار حفيظة العراقية التي قرّرت قطع مفاوضاتها.
وحظيت الاجتماعات بين دولة القانون والعراقية بدعم وتأييد الإدارة الأمريكية وأطراف دولية أخرى من اجل تشكيل الحكومة الجديدة كون الكتلتين حصدتا 181 مقعداً من إجمالي عدد مقاعد البرلمان البالغة 325 مقعداً. تشكل هذه الأزمة ثاني انتكاسة يتعرض لها المالكي على طريق الحصول على دعم لتشكيل الحكومة بزعامته بعد أن أوقف الائتلاف الوطني العراقي بزعامة عمار الحكيم مفاوضات مماثلة كانت قد قطعت أشواطا بعيدة، وتشكيل تحالف ثنائي ليكون الكتلة الأكبر داخل البرلمان الحالي بأغلبية 159 مقعداً على خلفية تمسك نوري المالكي بإعادة ترشيحه مرة أخرى لتشكيل الحكومة، الأمر الذي يرفضه الائتلاف الوطني جملة وتفصيلا . واعتبرت قائمة "العراقية" تصريحات المالكي بانها "طائفية"، الأمر الذي ترفضه القائمة وتقول إنها تمثل جميع العراقيين وممثلة في غالبية المدن العراقية الشيعية والسنية على عكس القوائم الأخرى. وبعد اكثر من خمسة أشهر، عادت مفاوضات تشكيل الحكومة إلى المربع الأول ويبدو أن المرحلة الثانية بحاجة إلى تنازلات من جميع الأطراف، أما إذا بقت الأوضاع على حالها فإن العراق يسير في النفق المظلم بسبب عدم توصل الكتل السياسية إلى حلول حاسمة. وقال النائب جمال البطيخ عضو قائمة "العراقية" إن " العراقية كانت ولا تزال تسعى لحسم عملية تشكيل الحكومة وفق الاستحقاق الانتخابي بعيدا عن الطروحات الطائفية وبالتالي كنا جادين في المفوضات أما الأطراف المقابلة كانت تستخدم أسلوب التسويف والمماطلة ". وأضاف: "أنا استغرب من تصريحات المالكي التي يصف فيها العراقية بأنها قائمة سنية ونحن نتحدث عن إزالة كل الرواسب التي فرضتها السنوات الماضية ونتحدث عن عراق يضم الجميع دون تمييز فضلا عن أن العراقية ضمت اكثر من 24 نائباً شيعياً وهي ممثلة في غالبية المدن العراقية وبالتالي فإن هذا الوصف غير لائق بها لأنها قائمة العراقيين جميعاً".
وذكر البطيخ: "طوال فترة المفاوضات مع دولة القانون تعاملنا بالروح الوطنية والمصلحة العليا للعراق لكننا نجابه بأسلوب المماطلة، والتسويف وبالتالي كان لابد أن تصل هذه المفاوضات إلى طريق مسدود بعد أن اطلق المالكي صفات طائفية غير مبررة على العراقية ". وقال البطيخ إن "المحطة المقبلة هي الانتظار عما ستفرزه مواقف الأطراف الأخرى من مستجدات بعيدة عن التدخلات الخارجية في المشهد السياسي العراقي مع التأكيد على أن العراقية لاتزال متمسكة بالحق الدستوري والانتخابي. وقال عزة الشابندر، عضو كتلة دولة القانون:"أعتقد أن المرحلة الثانية للمفاوضات بين الكتل لتشكيل الحكومة ستكون نوعية بعد أن شهدت أجواء المفاوضات خلال الأشهر الخمسة الماضية طرح سقوف مطالب عالية". وقال:"أتوقع خلال المرحلة المقبلة حصول حالة من التنازل بين الكتل في الكثير من التفاصيل وبالتالي ستكون أجواء المفاوضات في وضع مهيأ لحسم موضوع تشكيل الحكومة".
المصدر
جريدة الرايه
المفضلات