من معوقات الاجتهاد / بقلم الأستاذ الدكتور أنس العمايرة
بقلم الأستاذ الدكتور أنس العمايرة
بسم الله الرحمن الرحيم وبعد :
هذه الحلقة التالثة من ذكر بعض المعوقات التي تيق طالب العلم عن الاجتهاد ، أقدمها بين يدي أبنائي ليجتنبوها :
من معوقات الاجتهاد : رفقة الأشرار والكسالى :
فالإنسان مولع بمحاكاة من حوله شديد التأثر بمن يصاحبه ، وقد قيل الصاحب ساحب ، وقل لي من تصاحب أقول لك من أنت .
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهـم = ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه = فكل قرين بالمُقَارِن ِ يقتــــدي
فالصحبة السيئة تحسن القبيح وتقبح الحسن، وتجر المرء إلى الرذيلة وتبعده عن كل خير وفضيلة .
ولا تصحب أخا السوء وإياك وإياه= فكم من جاهل أردى حكيما حين آخاه
فإذا : لا خير في صحبة الأشرار والكسالى ولا نفع يرجى من ورائهم ؛ إذ كيف ينفعونك وهم لم ينفعوا أنفسهم ؟! .
قد هيؤوك لأمر لو فطنتَ لــه = فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
من معوقات الاجتهاد أيضاً : عدم التفكير في الجنس الآخر :
إياك إياك ثم إياك أن تفكر في الجنس الآخر فذلك شغل الفارغ، وإياك أن تنظر إليه ؛ لأن مبدأ الفتنة من النظر لذا قال صلى الله عليه وسلم النظرة سهم مسموم من سهام إبليس ، فمن غَضَّ بصره لله أورثه الله حلاوة يجدها في قلبه إلى يوم يلقاه ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
فالحوادث العظام سببها النظر ، فكم من نظرة أعقبت حسرات .
كل الحوادث مبداها من النظر = ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها= فتك السهام بلا قوس ولا وتـــــــر
هذا من ناحية ،
ومن ناحية أخرى فإن التفكير في الجنس الآخر مشغل للذاكرة ، منفق للأوقات ، ملهي عن الدراسة ) ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه( {الأحزاب : 4} . فكيف يستوعب الطالب دروسه ويبدع بها وقلبه لاهٍ منشغل بالحب ؟ ! .قال ابن المقفع : (اعلم أن من أوقع الأمور في الدين ، وأنهكها للجسد ، وأتلفها للمال ، وأقتلها للعقل ,وأزراها للمروءة وأسرعها في ذهاب الجلالة والوقار : الغرام بالنساء) .
والله أعلم / الدكتور أنس العمايرة
المفضلات