الكينوا بديل القمح في نويبع
جنوب سيناء ـ من هاني الاسمر
شهدت مدينة نويبع خلال الفترة السابقة نجاحا كبيرا لتجربة زراعة محصول يطلق عليه الكينوا بديلا لمحصول القمح والشعير ويكون المنافس الاول لهما حيث يقلل من الكميات المستوردة من القمح.
كما يمكن زراعته بمختلف المناطق الصحراوية نظرا ـ لعدم احتياجه لكميات كبيرة من المياه كالقمح والشعير هذا فضلا عن تناوله كوجبة كاملة العناصر الغذائية وذلك لاحتواء حبوبة علي نسبة عالية من البروتين.
ورغم ذلك فان التوسع في زراعته بجنوب سيناء تواجه بعض التحديات ويعتبر نجاح التجربة في طي النسيان حيث لم تتم زراعة سوي مساحة محدودة من الاراضي, كما تكمن التحديات في عزوف المواطنين من البدو عن زراعته بكميات كبيرة نظرا لعدم وجود كميات كبيرة من البذور, فضلا عن عدم مشاركة رجال الاعمال والمستثمرين في عمليات استيراد البذور والزراعة حيث تحتاج المدينة لمثل هذه المشروعات الاستثمارية العملاقة والتي سيكون لها مردود ايجابي يتمثل في الحد من استيراد القمح ويسهم في اتاحة العديد من فرص العمل لدي الشباب.
وعلمت الاهرام ان زراعة بدو مدينة نويبع للنبات اقتصرت علي الاستخدام الشخصي لهم فقط وبكميات محدودة مما ساهم في عدم التوسع في زراعته بكميات كبيرة حيث لا تتعدي المساحة المنزرعة الفدان الواحد بمنطقة وادي الواسطة التابعة لمدينة نويبع لاهمية نبات الكينوا واستخداماته وكيفية زراعته.
حول استخدامات هذا النبات وكيفية زراعته التقت الاهرام الدكتور احمد سعيد مصطفي الاستاذ بمركز البحوث الزراعية معهد المحاصيل التابع لوزارة الزراعة الذي اكد ان اول من استخدم هذا النبات كغذاء اساسي هم سكان امريكا اللاتينية الاصليين من الهنود الحمر وهم قبائل الانكا مشيرا الي ان زعيم القبيلة كان يفتتح موسم زراعة هذا النبات بزراعة حبة منه في الارض مستخدما ـ فأسا من الذهب الخالص وكانوا يعتقدون ان جيش المحاربين الذي يتغذي علي هذا النبات خلال غزواتهم لا يمكن هزيمته مطلقا نظرا لارتفاع قيمته الغذائية لاحتوائه علي احماض امينية متوازنة اكثر من تلك الموجودة في القمح والحبوب الاخري والتي تعطي جسم الانسان سعرات حرارية عالية كما يستخدم كغذاء للاطفال والمرضي والعجائز ومازال هذا المحصول منتشرا في دول غرب امريكا اللاتينية خاصة في الارجنتين وبوليفيا وشيلي وكولومبيا والاكوادور وبيرو.
واوضح ان الكينوا نبات حولي يصل طوله من متر الي متر ونصف ويعيش في الارض حتي ينضج في الفترة من90 الي125 يوما واوراقة تشبه اوراق السبانخ ويحمل في قمم فروعة قناديل الحبوب تشبه قناديل الذرة الرفيعة والحبوب والاوراق ذات ألوان مختلفة كالاحمر الغامق والاخضر والازرق والبنفسجي والاسود والارجواني والنبات له ساق سميك قائم متفرع او غير متفرع ذو اوراق متبادلة, اما الحبوب فهي صغيرة الحجم يصل قطرها الي3 مم وتشبه قرص الاسبرين كما تشبه في شكلها حبة الدخن ويختلف لونها من الاسود حتي الابيض وهذا اللون له ارتباط وثيق بنسبة مادة السابونين التي تصل من2 الي6% ويزرع بكثافة نباتية قدرها100 الي120 ألف نبات في الفدان الواحد ويتراوح ناتج الفدان من2 الي2.5 طن من الحبوب الناضجة وحوالي1.5 طن تحت ظروف الاراضي الملحية كالصحاري فقيرة الخصوبة وفي مناطق الانتاج المرتفعة لا يحتاج النبات الي كميات كبيرة من المياه للري ويكفي رطوبة الندي الصباحي لانماء المحصول ولتكوين الحبوب يحتاج المحصول من300 الي1000 مم من مياه المطر في السنة وينمو في مختلف انواع الاراضي إلا انه يجود في الاراضي الخفيفة حسنة الصرف الزراعي.
كما اوضح الدكتور احمد سعيد ان نبات الكينوا يحتاج الي ظروف بيئية مناسبة من اجل الحصول علي منتج اقتصادي وذلك لتنوع سلالاته وبعض انواعة تحتاج الي نهار طويل والاخري تحتاج الي نهار قصير ولهذه السلالات احتياجات حرارية مختلفة ونسبة من الرطوبة..
كذلك ترتفع القيمة الغذائية لاوراقة المستخدمة كعلف وذلك لانخفاض نسبة النترات والاكسالات
ومن جانبه اكد المهندس عاطف فرج مدير ادارة الخدمات الزراعية بمديرية الزراعة بجنوب سيناء ان حبوب الكينوا تستخدم بعد طحنها واستخراج الدقيق منها في صناعة الخبز وذلك بخلط دقيق القمح مع دقيق الذرة لعمل الخبز.
واوضح ان تجربة زراعة نبات الكينوا بمنطقة الواسطة بمدينة نويبع يرجع السبب الرئيسي فيها اثناء زيارة السائح الدنماركي اوفا جرجرس للمدينة والذي يعمل خبيرا في زراعة نبات الكينوا حيث وجد مناخ المدينة يتناسب مع زراعة هذا النبات
المفضلات