عندما اعبر شوارع عمان التي تسكن شرياني ابحث في عينيها عن قصتي فيها ...
ابحث عن مساجدها القديمة ورائحة القهوة تتناثر من نوافذ مقاهيها العتيقة ....
اناظر ادراجها الضيقه واتسلل الى سفحة جبالها لارى ضوء الفجر يولد من بين ثناياها لاقرأ في موعدها
الجريدة ....
في اربد وبلدتي ( الطيبة ) ابحث عن عيون جدتي الراحله منذ عقدين ولا اجد تفسيراً لضياع الهوية ...
لكني افتقدها هويتي عاصمتي الحبيبه عندما يطرد الاردني من مقهى في الجاردنز لانه يرتدي العباءة الاردنية
وعندما يصبح اللون الكاكي شورتات قصيرة وموضه لبنات لا تعرف ما معنى العسكري والبريه والتحية ...
وعندما تصبح السهره خارج اسوار القريه اكره ورق الشده .......
وعندما اسمع المذيعه الاردنية ( احلام علاونه) بلهجتها اللبنانيه المصطنعه افتقد هوية قريتي الصغيرة بلون حناء جدتي ( ام علي) ... ويصبح مهند رمزاً لبنات الصويفيه وعلم برشلونة هو علم عمان الغربية افتقد من ضحوا بدمائهــم ( وصفي وحابس وقدر وهزاع وكليب الشريدة وحسين الطراونة وعرار ومشخص وبندر والقافله الطويلة ....
عندما يصبح التغني بالمنسف والكوفية الحمراء ووصفي ايماءات عنصريه افتقد اردنيتي واشعر انني اعيش
في دولة غربيه .....
حينما ....
تصبح قهوتنا عيدية اكرة نفسي وابحث عن عمان واربد والكرك والبلقاء والمفرق في مقبرة من تركونا بلا هوية ....
عندما احزن اتذكر اغنية توفيق النمري الممنوعة (درب الراتب واحد)التي يقول فيها: "درب الراتب واحد.. ودروب السرقة ميه.. موت يا مواطن ليعيشوا الحرامية" ....
دمتم ...
المفضلات