استبعد رئيس الوزراء المصري الجديد أحمد شفيق أن يفوض الرئيس المصري حسني مبارك سلطاته إلى نائبه عمر سليمان لحين إجراء انتخابات رئاسية في سبتمبر/أيلول، مشيرا إلى أن مصر بحاجة إلى بقاء الرئيس في منصبه "لأسباب تشريعية"، يأتي ذلك وسط استمرار المظاهرات الحاشدة التي تطالب برحيل مبارك.
وقال شفيق في مقابلة مع قناة العربية اليوم الجمعة إن حسني مبارك قرر التنحي في سبتمبر/أيلول المقبل، وبقاؤه في الحكم خمسة أشهر لن يحدث فرقا، معتبرا أن بقاء مبارك رئيسا "مصدر أمان للبلد في الفترة المقبلة"، وأن دوره خلالها "سيكون حياديا تماما".
وأضاف أن حسني مبارك أحسن أكثر مما أساء للسلطة خلال ثلاثين عاما قضاها في الحكم، موضحا أن الشباب الذين يتظاهرون منذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي استطاعوا أن يحققوا الكثير من المطالب، "والحكومة والدولة تتفاهم معهم".
شفيق: اقتربنا من التوصل لنقاط اتفاق مع المعتصمين بميدان التحرير (الفرنسية)
وأكد أن الحكومة الجديدة تجري نقاشا مع قوى مختلفة من المعتصمين في ميدان التحرير وسط القاهرة، مشيرا إلى "الاقتراب من التوصل لنقاط اتفاق معهم" وأن نقاط الخلاف الموجودة لن تأخذ وقتا طويلا قبل حلها، مضيفا أن الحوار يحتاج إلى تنازل الطرفين.
وصرح كذلك بأنه لاحظ أن عدد المعتصمين في ميدان التحرير اليوم أقل، وأن الآراء متعددة ولو ترك الأمر على طبيعته لكانوا تركوا الميدان وذهبوا إلى بيوتهم حسب قوله.
وأكد أن بإمكان المحتجين البقاء في ميدان التحرير الوقت الذي يريدونه، وأن حكومته ملتزمة بعدم ملاحقتهم أمنيا.
كما أكد القيادي في الحزب الوطني الحاكم محمد رجب ما ذهب إليه شفيق معتبرا أن "وجود مبارك ضروري لإتمام الإصلاحات الدستورية"، منبها إلى أن مصر دولة مستهدفة تريد أطراف كثيرة تقويض استقرارها، على حد تعبيره.
واتهم حركة الإخوان المسلمين بأنها تريد القفز على الإنجازات التي حققها الشباب، رغم تأكيد المتحدث باسم الإخوان عصام العريان أنه ليس للإخوان المسلمين مطمع في حكم أو منصب، وأنهم يؤمنون بالإصلاح المتدرج.
وكان مبارك قد قال في مقابلة أجرتها معه قناة أي بي سي التلفزيونية في القصر الجمهوري في القاهرة إنه يود الاستقالة من منصبه، لكنه يخشى إن فعل ذلك الآن أن تغرق بلاده في الفوضى.
البرادعي: كلما استمر مبارك في عناده استمرت حالة الاحتقان والشلل بمصر (رويترز)
رحيل راق
وتأتي التصريحات السابقة وسط احتشاد أكثر من مليوني متظاهر في ميدان التحرير ومئات الآلاف في مدن وأنحاء متفرقة من مصر، وسط دعوات من المتظاهرين إلى مظاهرات مليونية أيام الأحد والثلاثاء والجمعة حتى تحقيق مطلبهم برحيل الرئيس مبارك.
وفي هذا الإطار قال رئيس الجمعية الوطنية للتغير محمد البرادعي إن الوضع مأساوي في مصر وعلى مبارك أن يفهم أنه في مواجهة الشعب، مطالبا الدول الغربية بأن تحدد موقفها من الوضع في مصر وفقًا لذلك.
ونفى البرادعي ما جاء في تقرير لصحيفة نمساوية على لسانه من أنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وقال "هذا غير صحيح إذا أراد الشعب أن أستكمل عملية التغيير فلن أخذل الشعب المصري".
وأشار إلى أن مصر ستدخل بعد رحيل مبارك في مرحلة انتقالية يمكن خلالها حل كافة القضايا، مؤكدا أنه كلما استمر الرئيس المصري في عناده وتمسكه بالحكم استمرت حالة الاحتقان والشلل في مصر.
موسى والمتظاهرون
وعلى الصعيد السياسي كذلك، قام الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بعد ظهر الجمعة بجولة في ميدان التحرير حيث التقى بعدد من الشباب المتظاهرين في الميدان.
وطالب موسى المتظاهرين بالعودة إلى منازلهم بعد أن وصلت رسالتهم إلى كبار المسؤولين الذين تعرفوا على مطالبهم على حد قوله، وبعد أن بدأت المفاوضات بين سليمان والحكومة من جهة وأحزاب المعارضة وممثلي الشباب من جهة أخرى.
وكان موسى قد دعا النظام المصري في بيان إلى تطبيق الإصلاحات الدستورية التي وعد بها وتفعيل دعوة الحوار التي وجهها، لتشمل كافة القوى السياسية في مؤتمر شامل، موضوعه الأساسي التحقيق في كل ما حدث خاصة غياب الأمن في "لحظات حاسمة وخطيرة"، في إشارة إلى ما حدث في ميدان التحرير من اشتباكات بين مؤيدي مبارك والمتظاهرين الأربعاء والخميس الماضيين.
المصدر: وكالات+الجزيرة
المفضلات