اعجبتني كثيرا ........
في كل مرة تركض مسرعه للخارج عند سماعها صوت دراجه ساعي البريد ..تركض للخارج وتقف الى جانب صندوق الرسائل ترفع جسمها وتمسك بيدها الصندوق وتنظر الى داخله فتجد أوراق مختلفه بألوان مختلفه وأغلفه مختلفه ،تمسكها جميعها وتذهب مسرعه الى غرفتها وتنثرها على سريرها الصغير وتبدأ بفتح الرساله تلو الاخرى ، لا تهتم للون الورق او شكل الغلاف أو نوع القلم المستخدم بل كل ما يهمها ما يحتويه الغلاف وما تحتويه الورقه وما كتبه القلم ، تبدأ بتهجئة الكلمات حرف تلو الاخر وكلمه تلو الكلمه وجمله تلو الجمله لتختم الرساله تغلقها وتضعها جانباً هكذا حتى اخر رساله ثم تقوم بوضعها على طاولة الطعام وتقول "أمي كلها تحتاج للدفع هذه فواتير الشهر " تبتسم الام وتقول لها انني اعلم ذلك ولكنك دوما تتعبين نفسك باللحاق بموظف الخدمات وتأخذين الاوراق قبلي ...
انها لا تهتم لما تقوله الام فهي مدمنه على فعل ذلك وتنتظر كل مرة لتفتح الصندوق بشغف وأخذ محتواه .
انها تنتظر ورقه واحده ورقه فيها من الشوق والدفء والحنين من ابيها .. ورقه تجعلها تشعر بوجوده فهي تفتقده ، تحتاجه ،تحن اليه تشتاق لكلمه"أبي" متلهفه لمعرفه معناها والشعور بطعمها ...
كلها أمنيات طفله بريئه واحلام يانعه ،، كبرت الطفله وكبرت أحلامها وأمانيها ولكن ماذا حلّ بالصندوق
بقي مكانه وبقي الانتظار حبيس الاوراق والمغلفات ..
بقلم أمل الغرايبة
المفضلات