دخلت وزارة التربية والتعليم بداية تعييني بحماس شديد وخاولت طيلة السنين الماضية تقديم أقصى ما أستطيع تقديمه لأبنائي الطلاب وكانت الفدرة على العطاء قوية جدا وكنت أغضب من كل من يحاول التقليل من شأن العلم والمعلمين متحديا بذلك واقعا مريرا يتفاقم يوما بعد يوم ولكنه كان مقبولا قبل حوالي ربع قرن
وعندما عقد مؤتمر التطوير التربوي رجونا منه خيرا وكنا عندما نسمع عن الانجازات نحتار كثيرا لأن الواقع يدل على حقائق هي غير ما يقولونه في الاعلام ولكن لا حياة لمن تنادي واستمرت المؤتمرات التربوية والتي حتما تهدف للإرتقاء بالعملية التعليمية ولكنها لم تفلح في ذلك لأنها أغفلت الجانب المهم والأهم في العملية التعليميه ألا وهو المعلم فكل المؤتمرات استثنت دور المعلم من المشاركة بقراراتها واكتفت بموظفين ومؤتمرين بعيدين عن الواقع المدرسي وغير متأثرين بغبار الطباشير الذين بدونه لم يكن لدينا تعليم بدونه وخصوصا في العقود الماضية كما أن المؤتمرون لم يهتموا بالمعلم الا بناحية واحدة فقط وهي زيادة العبء عليه وهم يرسمون خطط عمل للمعلم من مكاتبهم أو من مكان المؤتمرات التي عقدوها ولهم الحق في الدفاع عن قراراتهم في تلك المؤتمرات وطيف لا وهم مستفيدون من المكافئات تلو المكافئات ولا احد حاسبهم عن نتائج الواقع المرير للتربية والتعليم
إن أعباء المعلم كثيرة كثيرة ......... كثيرة
هل من المعقول المعلم بعد اكثر من عشرين عاما يستطيع اعطاء نصاب 25 حصة ؟ طبعا الوحيد الذي يعرف معنى هذا النصاب المعلم نفسه ولا احد غيره سوى من عانى نفس المعاناة من المعلمين المتقاعدين أو الذين كانت حظوظهم قوية وتحولوا لأعمال اخرى غير التعليم
إذا كان المعلم فاقدا لحق الترقي الاداري لماذا لا يتم تمييزه بعد تلك السنوات الحافلة بالعطاء الحقيقي المستمر بتخفيض نصابه تخفيضا حقيقيا
لماذا مدارسنا لا يوجد بها موظفون مختصون للقيام بالواجبات الاضافية الواقعه على كاهل المعلم مثل ادخال العلامات والجداول المدرسية ومتابعة الحضور والغياب وكما يقومون بالاشغال للحصص إن لم يكن تبديلها وتعويضها ممكنا وهذا موجود في دول عربية وغير عربية
لماذا لا يتم منح المعلم ميزة الا وهي الوقت خارج نطاق الحصص الرسميه الموكل بها يعتبر وقتا له ولا ننسى إن المعلم لا يستطيع المغادرة مثل بقية الموظفين بحجة تعطل الحصص التي أصلا لا يهتم بها اهتماما حقيقيا الا المعلم ولا أحدة غيره ولكن ماذا نقول للذين يتشدقون بمصلة الطالب والمصلحه العامة وهم أبعد ما يكونون عنها
إن من مصلة الطالب الحقيقية أن يقوم بتعليمه وتربيته معلم فاضل مرتاح نفسيا متفرغا لمصلحته تاحقيقية ويجب على الجميع أن لا يتخذ مصلحة الطالب شماعة ليتسلق عليها وعلى حساب المعلم
إن نصاب المعلم بالواقع الحالي لن يسمح له القيام بعمله حسب ما بتمنى وإن كان هذا المعلم المسكين يبذل قصارى جهده لا بل كل جهده ولكن لا ننسى أن الجهد يضعف مع الزمن
الشخص الذي يفي شبابه مع أي آله الكل يطالب له ويقول من حقه أن يرتاح أما من يفي زهرة شبابه أليس من حقه أن يرتاح وظيفيا في السنوات الأخيرة من خدمته ليتركها بذكريات جميلة ويعتبرها حسن خاتمة لا أن يبقى ينتظر متى أحصل على الطلاق البائن بينونة كبرى من التعليم وأنا واحد من الناس أنتظر ورقة طلاقي من وزارة التربية مع الاعتذار لمن لا يعجبه التعبير
المفضلات