تزداد الضغوط والاضطرابات النفسية أحيانا على الإنسان بسبب وفاة أحد الوالدين مثلا وما يعقبه من انفصال بين أفراد العائلة كالاخوة والأخوات أو بسبب زواج الابنة أو الابن وانفصاله عن البيت ، أو ما قد يطرأ من ضعف في الروابط الزوجية بين الزوجين وبخاصة في الفترات التي تترافق مع أي مما سبق .
ونتيجة لهذه الضغوط قد يتعرض الإنسان لامراض نفسية عدة ، ومن أهم ما قد يتعرض له الأزواج هو مرض الاكتئاب . وغالبا ما يأتي ما بين سن 45 - 49 أو 50- 54 سنة . ونسبة إصابة النساء اكثر منها في الرجال . وتعود سبب زيادة النسبة هذه عند النساء في هذه الفترة إلى كونها فترة انقطاع الدورة الشهرية وما يعقبها من تغيرات في وظائف الغدد والهرمونات، بالإضافة إلى الضغوط النفسية التي تتعرض لها المرأة والمتمثلة في إن فترة الإنجاب والخصوبة قد توقفت وإن فترة جديدة وغامضة من حياتها قد بدأت .
وفي هذه الفترة أيضا قد تفقد زوجها أو والدها وقد تتزوج ابنتها الكبرى وتخرج من بيت والديها مما يترك فراغا لدى الام ، وشعورا بالقلق لقوة العلاقة الحميمة وخوف الام على ظروف ابنتها في حياتها الزوجية الجديدة ومتطلباتها .
بعض الرجال قد يواجهون صعوبات ويصبحون قلقين ويعانون من أعراض مرض الاكتئاب عندما يشعرون بنقص وانحدار في مقدرتهم الجسمانية والجنسية تجعلهم يعيدون حساباتهم على ضوء تلك المتغيرات ، بالإضافة إلى انهم قد يصابون بأمراض عضوية بجانب الصعوبات والضغوط النفسية مما يؤدي بالتالي إلى مواجهة الواقع الجديد بأن الطموحات والآمال في سن العشرين والثلاثين لم تتحقق على الوجه الأكمل أو كما يريد الشخص ، ولكن هذه الصعوبات كلها تقل شدتها وفعاليتها أمام الزواج الناجح المبني على التفاهم فيتكيف الزوجان مع الظروف والتطورات في تلك الفترة من حياتهم ويتقبلونها بصبر وواقعية أحيانا تشعر الام بالقلق وباعراض الاكتئاب إذا تزوجت ابنتها التي كانت تربطها بها علاقة عاطفية ( وحيدة أبويها ) ولكن سرعان ما تخف هذه الأعراض إذا أنجبت وأصبحت الام جدة ويزول قلقها إذا كان سكن الابنة المتزوجة بجوار أهلها ، فتنشغل الام بالعناية بالحفيد الجديد وتطمئن على أوضاعها المستقرة .
الشخص الأعزب في هذه السن ( أو الزوج بدون زوجة أو أولاد ) يعيش في فراغ وعادة ما يشغله الاهتمام بأقرب الناس إليه كأبناء أخيه أو أخته ليعوض الحرمان الذي يعاني منه ، وعادة ما يتعرض أحيانا لمرض الاكتئاب إذا لم يتوافر له ما يشغل فراغه والإحساس بدفء الحياة الأسرية ، ويغلب على هؤلاء العزوف عن الزواج لظروف معينة ويتميزون بالسلبية والابتعاد عن تحمل المسؤولية من الزواج ومتطلباته الأسرية المختلفة .
المفضلات