السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت هذه القصة فأحببت أن أنقلها إليكم وليقل كل من يقرأ اللهم لك الحمد والشكر وله الحمد حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده.
جلست فى الحديقة العامة والدموع تملأ عينى .... كنت فى غاية الضيق والحزن ، ظروفى فى العمل لم تكن على ما يرام ، الإحتياجات العائلية ، المشاكل الشخصية الأخرى ...
بعد عدة دقائق رأيت طفلاً مقبلاً نحوى وهو يقول: "ما أجمل هذه الوردة رائحتها جميلة جداً" ...
تعجبت لأن الوردة لم تكن جميلة بل ذابلة ، ولكنى أردت التخلص من الطفل فقلت: "فعلاً ، جميلة للغاية" ...عاد الولد فقال: "هل تأخذيها؟"
دُهشت ولكنى أحسست أنى لو رفضتها سيحزن ، فمددت يدى وقلت: "سأحب ذلك كثيراً ، شكراً " ...انتظرت أن يعطيني الوردة ولكن يده بقيت معلقة فى الهواء ...
وهنا أدركت ما لم أدركه بسبب أنانيتي وانشغالي بهمومي ... فالولد كان ضريراً!!
أخذت الوردة من يده ، ثم احتضنته وشكرته بحرارة وتركته يتلمس طريقه وينادى على أمه ...
بعض من أمور حياتنا تدفعنا للتذمر فلنتأملها فى ضوء مختلف يدفعنا للشكر
الضوضاء .. لأن هذا يعنى أننا نسمع ،
زحمة المرور .. وهذا يعنى إننا نستطيع أن نتحرك ونخرج من بيتنا ،النافذة المحتاجة للتنظيف والأواني التي فى الحوض .. لأن هذا يعنى إننا نسكن فى بيت ، بينما الملايين في العالم مشردون ،
البيت غير النظيف بعد زيارة الضيوف .. لأن هذا يعنى أن لدينا أصدقاء يحبوننا ،الضرائب .. لأن هذا يعنى أننا نعمل ونكسب ،التعب الذى نشعر به فى نهاية اليوم .. لأن هذا يعنى أن ربنا أعطانا الصحة لإتمام واجباتنا ،المنبه الذى يوقظنا فى الصباح من أحلى نوم .. لأن هذا يعنى أننا مازلنا على قيد الحياة ، ولنا فرصة جديدة للتوبة والعودة إلى الله.
إنه من إحسان الله الينا أننا لم نفنى .. فرحمته لا تزول .. وهى متجدده كل صباح ..
قال الله سبحانه وتعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)}[سورة الأحزاب].
المفضلات