الجيوب الأنفية عبارة عن تجاويف مملوءة بالهواء تحيط بالعينين والأنف، وتوجد داخل عظام الجمجمة. تقوم الجيوب بتصريف افرازاتها داخل الأنف عبر فتحات صغيرة .
في حالة انسداد هذه الفتحات يتجمع المخاط والافرازات داخل الجيوب دون تصريف مما يسبب التهاب الجيوب اللأنفية المزمن .
اذن سبب الالتهاب المزمن هو الانسداد الدائم في منطقة تصريف الجيوب الأنفية. لضمان نجاح عملية الجيوب لا بد من فتح وتنظيف منطقة الانسداد في مكان تصريف الجيوب وبمجرد عمل فتحات تهوية جيدة للجيوب يختفي الالتهاب .
تقع الجيوب بجانب العينين واسفل الدماغ لذا فان الالتهاب المزمن قد يسبب مضاعفات خطيرة عند انتشار الالتهاب في العين أوالدماغ .
كانت عمليات الجيوب الأنفية سابقا تعمل عن طريق شق خارجي في الجلد بجانب الأنف او تحت اللثة للوصول الى الجيوب وتنظيفها لكن نتائجها لم تكن مشجعة وتترك ندبا في الوجه وتسبب آلاما مزمنة بالاضافة الى طول فترة الشفاء .
كذلك فان نتائج الطرق التقليدية ليست مشجعة والسبب عدم القدرة على الوصول الى كافة الجيوب الملتهبه واللحميات الزائده مما يؤدي الى عودة هذه الالتهابات بعد فترة بسيطه من العملية .
الطريقة الحديثة لعمليات الجيوب هي عن طريق المناظير الأنفية.
يتم تنظيف كامل الجيوب الانفية عن طريق فتحة الانف الطبيعية دون أية جروح خارجية بنتائج ممتازة اذا تم اجراؤها بالطريقة الصحيحة .
طريقة العملية بالمنظار :
قبل عملية المنظار يتم عمل صورة مقطعية للجيوب الأنفية قبل العملية للتأكد من وجود التهاب الجيوب و لتحديد مدى وشدةالالتهاب وكذلك لتحديد علاقة الجيوب بالعين وقاع الدماغ.
يتم اجراء هذه العملية تحت البنج العام عادة. الهدف كما ذكرنا هو توسيع الفتحات التصريفية للجيوب الأنفية بشكل دائم لتفريغ الاحتقان والمخاط المتراكم . يتم ادخال مناظير دقيقة عبر فتحة الانف الطبيعية .
العملية تتم باستعمال منظار دقيق بالاضافة الى العديد من الادوات الدقيقة ويمكن الوصول الى كافة الجيوب وتنظيفها وهي: الوجهية والغربالية والفقمية والوتدية . في بعض الأحيان يضطر الجراح الى تعديل الحاجز الأنفي اذا كان الحجز منحرفا بشكل واضح.
هنالك استعمالات أخرى للمناظير الأنفية في غير حالات الالتهابات المزمنة وتشمل :
صداع الجيوب المزمن ، فقدان الشم ، استئصال الأورام ، انسداد قناة الدمع ، عمليات الغدة النخامية وغيرها .
في نهاية العملية يتم وضع فتيلة أنفية صغيرة وتكون عادة فترة الشفاء سريعة ويستطيع المريض العودة الى عمله خلال بضعة أيام ويعطى علاجات معينة بعد العملية وتتم متابعته في العيادة واجراء تنظيفات بالمنظار خلال اول أربعة أسابيع لازالة الدم والافرازات المتجمدة .
مزايا عملية المنظار عن الطرق الأخرى:
1- عدم الحاجة الى شق جلدي خارجي وتجنب الندب حيث ان هذه العملية تجرى من خلال فتحة الأنف الطبيعية.
2- تقصير فترة العملية وفترة الشفاء حيث يستطيع المريض مغادرة المستشفى بنفس اليوم او اليوم التالي.
3- امكانية الوصول الى كافة الجيوب وتنظيفها بالكامل وخاصة الوتدية.
4- تجنب المضاعفات التي كانت تحدث بالطرق السابقة .
5- امكانية عمل توسيع كبير لفتحات الجيوب الأنفية وازالة بعض الجيوب بالكامل كالجيوب الغربالية .
نتائج العملية : في العادة تعطي هذه العملية نتائج ممتازة بنسب نجاح عالية ومن العوامل المهمة :
1- مهارة وخبرة الجراح في الوصول ومعالجة كافة الجيوب الملتهبة .
2- شدة الالتهابات وخاصة وجود اللحميات الزائدة حيث أن هذا يستدعي استئصال كامل للحميات.
3- وجود أزمة صدرية أو نقص في المناعة مما يلزم متابعة بعلاج للأزمة والمناعة قبل وبعد العملية
4- مدى تعاون المريض والتزامه في العلاج .
مضاعفات هذه العمليات قليلة الحدوث وتعتمد بالذات على خبرة الجراح ومهارته وعادة يتم السيطرة عليها بسهولة.
الخلاصة :
أصبحت جراحة الجيوب بالمنظار هي الحل الأمثل والفعلي لمشكلة التهابات الجيوب الأنفية المزمنة حيث أن هنالك فرقا كبيرا بين نتائج هذه الطريقة والطرق التقليدية القديمة في جراحة الجيوب على المدى البعيد وكذلك بالنسبة لفترة الشفاء وطبيعة الألم والقدرة على تنظيف كافة الجيوب مع التقليل بشكل كبير للمضاعفات التي كانت تحدث سابقا .
رد مع اقتباس
المفضلات