اهداء الاجسادالمنازل على ارض الوطن ***الى كل تغريدة طير يتغنى بالعودة ***والى كل نبض ايمان حجو المتوقف عند فرح الطفولة المغتالة ***والى كل فلسطيني يعانق الفجر املا بالنصر ***
امل تلك الياسمينة الرشيقة المعلقة على صدر الوطن كانت تعيش بفرح بين باقة من صديقاتها الاقحوات في قرية صغيرة حيث كانت احلامها مثل أي فتاة تحلم بالمستقبل الوردي الذي يحتضنه الحب والسعادة وتضلله البهجة والفرح كانت امل وصديقاتها يمرحن مثل الفراشات بين الزهور والباستين ويركضن خلف بعضهن مبتهجات حتى تغيب الشمس ثم يجلسن تحت ضل شجرة الصنوبر يتسامرن عن احلامهن الوردية ثم يعدن الى بيوتهن وقد ارهقن من كثرة اللعب فكن يضعن اجسادهن على الفراش ويغرقن بالنوم العميق وفي يوم ماطر كئيب سمعت امل صوت انفجار عنيف فنهضت من نومها خائفة ترتجف ماذا هناك؟ ما الذي حصل ؟! وهرعت الى غرفة امها وارتمت في احضانها خائفة تبكي واخذت الام محاولة تهدئة امل واسكاتها عن البكاء ثم امسكت الام واخذتها نحو النافذة لتحاول معرفة مصدر الانفجار فاذا هو بيت ايمان صديقة امل الحميمة فحاولت الام اخفاء عيون ابنتها امل حتى لا تنضر ولكن امل قاومت يد امها لتنضر من النافذة فاذا مجموعة من جنود الاحتلال يحيطون بيت ايمان حدقت امل جيدا فاذا بالبيت اصبح رمادا فاصرت امل على الخروج لتطمئن على صديقتها ولكن والدتها قاومت اصرارها بالقوة وحينما هدات امل اخبرتها والدتها انها ستسمح لها بالخروج بعد ذهاب جنود الاحتلال **وبعد ذهابهم خرجت امل الى منزل صديقتها بسرعة فما ان وصلت الى منزل صديقتها حتى وجدت امل صديقتها وقد مزقها الانفجار قطعا** قطعا ***فتحجرت الدموع في احداقها**وانهارت كل الاحلام الوردية**التي كانت ترسمها مع صديقتها الحميمة وبدا شباب القرية بازالة الدمار وامل تقف مذهولة تنضر دون حراك ومن بين الدمار لمعت بمقلتي امل قلادة ايمان التي تحمل امل نصفها الاخر حيث كانت بمثابة عهد على الصداقة الابدية بينهما تقدمت امل واخرجت القلادة من بين الدمار وإزالة الدماء العالقة على اطرافها وانفجرت من البكاء وعادت الى المنزل وهي تحمل في طيات افكارها الف جرح عادت الى منزلها وقد هجرت الابتسامة ثغرها الوردي فما عادت ترى طعما لتلك الحكايات الجميلة التي ترسم العالم بالمستقبل الفرح والسعادة ومضت الايام وبدات امل تتعاهد الدراسة لتحقق حلمها بان تصبح صحفية حيث اخذت عهدا على نفسها ان تنقل للعالم اجمع ما يحدث في فلسطين من قتل وضلم اذ ارادت ان تصرخ في وجه الصمت العربي حتى تتحرك كتائب جند المسلمين لتحرير فلسطين كبرت امل مع ولادة الفجر وغرست في احداق السماء الف حلم وخطت على مسالك الايام ولادة الامل **كبرت امل وهي ما زالت تنضر للدنيا بمنضار التصدي والتحدي لكل ضالم **كبرت امل بعد ان اصبحت اغنية تتردد على شفاه الوطن المحتل **رسمت مع ازدهارها كل الحقيقة وتخرجت من جامعة غزة والتحقت في سلك الصحافة لكي ترسم للعالم بدماء تجري سيولا لتعانق جذور الزيتون الحر **اخذت ترسم على شاشات التلفاز حكاية الامواج المتلاطمة في بحر فلسطين وصوت الهدير الصاخب في مواجهة الصخور القاسية**استطاعت امل ان تنقل صورة طفل يجلس على انقاض منزله وهو يحتضن لعبته التي مزقتها الانفجار والدموع تسيل بغزارة خوفا** استطاعت امل ان تخطف من بين انياب الضلم صورة الحياة التي يعيشها في الاطفال.
المفضلات