أعلنت الممثلة العليا للشؤون الأمنية والخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أنها ستزور الشرق الأوسط اليوم الخميس في محاولة لدعم جهود واشنطن لإنقاذ مفاوضات السلام. ويتزامن ذلك مع كشف مصادر صحفية إسرائيلية أن نتنياهو تَسَلّم رسالة ضمانات من الرئيس الأميركي باراك أوباما وذلك مقابل موافقة إسرائيل على تمديد تجميد الاستيطان شهرين.
وقالت آشتون في بيان إنها في محاولة لدعم هذه الجهود سوف تذهب إلى الشرق الأوسط "مباشرة من الولايات المتحدة" حيث التقت بوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ومسؤولين بارزين آخرين في الإدارة الأميركية.
وأكدت آشتون أنها سوف تجري محادثات مع المبعوث الأميركي في الشرق الأوسط جورج ميتشل فور وصولها للمنطقة، مضيفة أنها تخطط أيضا للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس لتحثهما على "إيجاد طريقة مرضية لمواصلة المفاوضات واكتسابها قوة دفع".
وأشارت إلى أنها تعتقد أن محمود عباس ونتنياهو يجريان محادثات جادة بشأن المضي قدما، مشددة على أن احتمالات تحقيق السلام بالشرق الأوسط تبدو أفضل ما يمكن منذ أمد بعيد.
لكن آشتون رأت أن التحدي يكمن في إيجاد وسيلة يمكن من خلالها إبقاء عباس في المحادثات، مشيرة إلى أن اجتماع جامعة الدول العربية الأسبوع المقبل سيقدم مؤشرا مهما على كون عباس وداعميه الدبلوماسيين المهمين قد قرروا البقاء في المحادثات أو لا.
وأشارت إلى أن انهيار المفاوضات سيزيد على أوباما صعوبة التوسط في أي اتفاقات للسلام في الشرق الأوسط، وهو ما سيستلزم دورا أكبر للاتحاد الأوروبي والوسطاء الآخرين.
وقالت إن دعوة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لنتنياهو وعباس والرئيس المصري حسني مبارك لمحادثات سلام في باريس قبل نهاية أكتوبر/ تشرين الأول جاءت لإظهار أن أوروبا مستعدة للمساهمة.
محادثات
ميتشل خرج من اجتماعه مع نتنياهو دون أن يعطي مؤشرات على حدوث تقدم (الجزيرة)
وتأتي زيارة آشتون في حين يسعى ميتشل لإيجاد صيغة لإنقاذ محادثات السلام التي دخلت في أزمة بعد أن انتهت الاثنين الماضي الشهور العشرة التي حددتها إسرائيل لوقف النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية.
وقال ميتشل إن الولايات المتحدة كانت تدرك أن هذا سيكون طريقا به عثرات كثيرة وهناك بالفعل عثرات كثيرة وهو أمر قائم حتى يومنا هذا، مشددا على أن ذلك لن يردعها بل هي عازمة أكثر من أي وقت مضى على تحقيق السلام في الشرق الأوسط.
ولكن ميتشل خرج من اجتماعه مع نتنياهو في القدس أمس دون أن يعطي مؤشرات على حدوث تقدم في موضوع تجنب انسحاب الفلسطينيين من المفاوضات بسبب النشاط الاستيطاني.
من جهته قال نتنياهو إنه وحكومته ملتزمان بالتوصل لاتفاق سلام يحفظ أمن إسرائيل ومصالحها الحيوية، معربا عن أمله أن تستمر المحادثات الجيدة التي بدأت مع عباس دون توقف لتحقيق هذا الهدف.
ومن المقرر أن يلتقي ميتشل بعباس في رام الله بالضفة الغربية اليوم الخميس.
وقال عضو فريق التفاوض الفلسطيني ياسر عبد ربه لإذاعة صوت فلسطين إن إسرائيل وحدها تتحمل مسؤولية انهيار عملية السلام إذا لم توقف البناء في المستوطنات.
ضمانات غير مسبوقة
يأتي ذلك في وقت قالت فيه مصادر صحفية إسرائيلية إن نتنياهو تَسَلّم رسالة ضمانات من الرئيس الأميركي وذلك مقابل موافقة إسرائيل على تمديد تجميد الاستيطان شهرين.
ووصفت صحيفة معاريف الإسرائيلية التي أوردت الرسالة الضمانات بأنها نادرة وغير مسبوقة. وقالت الصحيفة إن التعهدات الأميركية تتضمن تزويد إسرائيل بوسائل قتالية حديثة إلى جانب تعهدات أمنية أخرى، وإحباط محاولة عربية لطرح قضية الدولة الفلسطينية على مجلس الأمن الدولي قريبا.
كما تضمنت رسالة أوباما تعهدا بمنع الفلسطينيين من إعادة طرح قضية المستوطنات بشكل منفصل عن المفاوضات المباشرة بحيث يحسم مصيرها في إطار التسوية الدائمة، وتفادي ممارسة الضغط على إسرائيل والتعهد بالحفاظ على أمنها وتفوقها.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن نتنياهو يرفض حتى الآن الطلب الأميركي بتمديد قرار التجميد، وأنه إذا أصر على رفضه فقد تعلن الإدارة الأميركية اعترافها بحدود عام 1967 مرجعية للمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهو ما يلبي أحد أهم مطالب الطرف الفلسطيني المفاوض.
المصدر: وكالات
المفضلات