رغم انضمام إسرائيل لمنظمة التنمية والتعاون الدولية (oecd) فإنها ما زالت واحدة من أكثر الدول الغربية فسادا، حسب المقياس السنوي لمنظمة الشفافية العالمية الذي تتطابق معلوماته مع تقارير إسرائيلية أيضا.
وفي تقريرها الذي يصنف دول العالم في سلم الفساد، أظهرت منظمة الشفافية أن إسرائيل تحتل المرتبة 30 ضمن قائمة 170 دولة في مقياس الفساد، ولا تختلف عن مرتبتها في مقياس العام الماضي، فيما تحسنت دول عربية أخرى منها قطر والإمارات، وهما أفضل حالا من إسرائيل.
ويستند المقياس الدولي إلى استطلاعات لمواقف خبراء ورجال أعمال، يتم إعدادها من قبل معاهد بحثية مرموقة، وهو يتمحور في فساد القطاع العام والسياسيين، وكلما ارتفعت منزلة الدولة فيه فإنها تكون غارقة أكثر في الفساد.
وحازت إسرائيل علامة 6.1 من عشر نقاط (العلامة الأفضل)، وأدرجت في الموقع 22 بين 33 دولة تشارك في عضوية منظمة التعاون الدولية التي أدرجت جميعها في مقياس الفساد المذكور.
الكويت وقطر والإمارات
ومقابل إسرائيل التي ما زالت متورطة في فساد عميق، وتدهور مكانة الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان، حازت تشيلي وإكوادور والكويت وقطر مراتب أفضل هذا العام، بعد إبداء تحسن ملحوظ في هذا الخصوص.
وقالت مديرة فرع منظمة الشفافية العالمية في إسرائيل جالية سجي للإذاعة العبرية العامة اليوم إن مشكلة إسرائيل من هذه الناحية تكمن في بقائها عالقة في ورطتها.
وأشارت سجي إلى أن إسرائيل تشهد كثيرا من الأقوال حول مكافحة الفساد لكنها تظل "ضريبة شفهية"، وتابعت أنه "رغم التحذيرات من خطورة الفساد إستراتيجياً فإن السياسيين لا يتحركون فعلا لمواجهته".
"
خضع كبار الساسة الإسرائيليين -وما زالوا يخضعون- للتحقيق، وبعضهم أدين بالفساد الاجتماعي والسياسي والمالي
"
تفش سرطاني
وأكدت أنه ما لم تبادر الطبقة السياسية لطرح الفساد على أجندتها الحقيقية فإن الأوضاع ستبقى على حالها في إسرائيل.
يشار إلى أن الفساد قد استشرى في إسرائيل في السنوات الأخيرة، حيث حلت في مقياس عام 1997 في الموقع رقم 15 بعدما حازت علامة جيدة (7.9).
وصدر في إسرائيل العام المنصرم كتاب هام بعنوان "اصرخي أيتها الأرض الفاسدة"، يعالج الفساد في إسرائيل كظاهرة تتفاقم وتتفشى كـ"الخلايا السرطانية" حتى داخل المؤسسة الأمنية.
الكتاب الجديد للباحث والصحفي آرييه أفنيري، ويتهم وسائل إعلام عبرية مركزية بالتحول إلى أبواق في خدمة رأس المال، مما ساهم في استشراء الفساد.
ويشير أفنيري إلى أن الفساد في إسرائيل وصل إلى قمة المستوى السياسي، معتبرا رئيسيْ الحكومة السابقيْن أرييل شارون وإيهود أولمرت الأكثر لوثة وتلطخا في تاريخ البلاد.
وتعزز سجلات الشرطة والقضاء في إسرائيل صدقية كتاب أفنيري، فقد خضع كبار الساسة الإسرائيليين -وما زالوا يخضعون- للتحقيق، وبعضهم أدين بالفساد الاجتماعي والسياسي والمالي، ومنهم رئيس الدولة السابق موشي كتساف، ورئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت، وعدد من الوزراء كوزيريْ المالية والصحة في الحكومة السابقة.
وفي المقابل يرى مراقبون آخرون أن الكشف عن فضائح فساد كبيرة ومقاضاة كبار السياسيين يدلان على تعاظم قوة الجهات التي تواجه الفساد.
المصدر: الجزيرة
المفضلات